داخل كل طفل أمنية يريد تحقيقها، البعض يحلم بغرف مليئة بالألعاب، أو مقابلة شخصية كارتونية يحبها، أو التمتع بقوة خارقة مثل الأبطال الذين يحبهم، ويضع صورهم على جدران غرفته، ولكن أحياناً تصدمك أمنية طفل عندما تكون فريدة من نوعها، وتحتاج لجهد كبير لتحقيقها مثل أمنية الطفلة «جنا».
«جنا» طفلة عمرها 7 سنوات، كانت مريضة بالسرطان فى مرحلة متأخرة، بعد أن تمكن منها المرض، ولم يعد أمام معالجيها وأهلها سوى اتباع منهج نشاط تحقيق الأمانى لأطفال مرضى السرطان، حتى يرسموا ابتسامة على وجهها البرىء.
حلمت «جنا» أن تكون عروساً ويقام لها حفل زفاف، وترتدى الفستان الأبيض، داخل قاعة مليئة بالمعازيم والأصدقاء، مصطحبة عريساً وتظل ترقص وسط أصدقائها، أمنية «جنا» الغريبة على أطفال فى عمرها، وجدت من يُحققها، وهو محمد راتب، شاب عشرينى يعمل قائداً لفرقة فنية تقدم عروضاً مجانية للأيتام والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة.
جمع «راتب» التبرعات وحجز لها مكاناً فى حديقة الفردوس بمدينة أسيوط، وأحضر لها فستان الزفاف الأبيض، وذهبت «جنا» إلى الكوافير، وأجّر سيارة من أجل الزفاف، وأحضر شاباً قام بدور العريس، وحضر معازيم كثيرون، وظلت جنا ترقص وسط أصحابها وأصدقائها وأهلها بفرحة كبيرة، أشبعت أمنيتها وحققت حلمها. لكن لم تكن النهاية سعيدة، مثل التى اعتادت «جنا» رؤيتها فى أفلام السينما، حينما تحلم فتاة بالزواج ممن تُحب والعيش حياة سعيدة معه، حيث تمكن المرض منها وتسبب فى وفاتها عقب شهر واحد من حفل الزفاف التمثيلى، الذى نفذه «راتب» تحقيقاً لأمنيتها الوحيدة فى الحياة.
تعليقات الفيسبوك