مع دقات الرابعة فجرًا يستفيق من نومه يرتدي ملابسه، ويرتب نسخة الجرائد على طريقته الخاصة، يضعها خلف دراجته -التي ترجع لزمن الثمانينات- يبدأ في توزيعها على العمائر، رحلة يومية اعتاد عليها أحمد عبد الله منذ 40 عامًا، تنتهي في السابعة والنصف صباحًا، يجول خلالها بين شوارع ميدان الجيزة والدقي، يعرف طريق زبائنه الذين تغيروا مع مرور الوقت، حتى تراجع الإقبال على النسخة الورقية "اللي كان بياخد 5 جرايد دلوقتي بيكتفي بـ2"، سنوات طوال كان للصحيفة فيها شأن آخر "فيه ناس كانت بتفضل قاعدة الصبح مستنياها، دلوقتي عادي بقى فيه بديل".
ورث المهنة عن أبيه الذي كان يبيع الجرائد في محل بقالته، ويوزعها على الزبائن، "بدأت اشتغل وأنا عندي 13 سنة"، كان يبيع الجورنال بـ 3 تعريفة حتى وصل لـ2 جنيه "بعد ما سعره ارتفع البيع تراجع بشكل كبير"، اقتصر توزيعه في بدايته على الجرائد القومية فقط "الأخبار والأهرام والجمهورية"، ومع مرور الوقت زاد عدد الإصدارات، وترجع الشراء "القراية مبقتش زي الأول".
يحكي أن من بين زبائنه فنانين ووزراء كان منهم فريد الأطرش ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، ووحيد سيف وحديثًا وفاء عامر وخالد الصاوي وخالد زي "كنا أول ناس تبيع جرايد في المنطقة" مكسب لا بأس به حصل عليه خلال مشواره "علمت ولادي والكبيرة دخلت كلية العلوم واتنين في ثانوية عامة والصغيرة في الإعدادي"، يحكى أن الجورنال كان له وضع آخر يتهافت عليه الناس قبل ظهور "السوشيال ميديا"، "مرة ماكنة طباعة جورنال الأهرام اتعطلت وتأخر التوزيع الدنيا اتقلبت والناس كانت هتتجن"يوزع الرجل الخمسيني لـ12 بائع أيضًا وشركات ومصالح حكومية حتى يتخلص من النسخة المتبقية "باخد 75 نسخة منهم 50 ليلي و25 صباحي ممكن يفضل 20 نسخة برجعهم، زمان مكنش فيه حاجة اسمها أرجع بجورنال".
تعليقات الفيسبوك