"البقشيش" بالعربية أو "التبس" بالإنجليزية كلمة ارتبطت بالمصريين منذ زمن بعيد كنوع من الهدايا والإكراميات وحث الغير على تقديم خدمة بحب واجتهاد، تعامل بها المصريون مع بعض الفئات من أصحاب الحرف والعمال في المحال التجارية والمطاعم، بل هناك أنواع معينة من الأعمال لا يتقاضى صاحبها راتبا بل يعتمد على البقشيش فقط، وهذه الكلمة قديمة لها أصل في الإنجليزية والتركية.
فعلى الرغم أنه لا أحد يعلم على وجه اليقين أين ومتى بدأت عادة "البقشيش" في العالم، إلا أن البعض يرى أنها عادة إنجليزية ارتبطت بإنشاء المقاهي في العاصمة البريطانية عام 1652 بدليل كلمة "Tips" الإنجليزية التي هي اختصار لعبارة Insure Prompt Service To وتعني إعطاء البقشيش للحصول على خدمة سريعة وجيدة، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط الدولية.
أما في العالم العربي فيعود أصل "البقشيش" إلى الأتراك فهو مأخوذ من كلمة "بخشيش" التركية وتعني ما يقدم لمن يؤدي خدمة تافهة، وارتبطت هذه الكلمة في مصر بالعبارات التي يطلقها من يريد الحصول عليه دون انتظار، مثل "تحت أمرك يا باشا"، و"أي خدمة يا فندم" وغيرها من العبارات، ويعتبر "البقشيش" من باب الذوق والاتيكيت والكرم، أو الحسنة الخفية من باب التفاخر والتباهي لإظهار القدرة على منح البقشيش في المطاعم أو الفنادق وغيرها من الأماكن.
وتعنى كلمة "بقشيش" الذي يدفع يدخل السوق لأن الأتراك كانوا يعتنون بالأسواق عناية فائقة وينفقون على نظافتها والرقابة عليها من هذه المبالغ التي يدفعها الزبائن، ثم تغير مفهومها حتى أصبح نوعاً من أنواع "العطية" أو "الإكرامية" التي تضفي نوعاً من أنواع الوجاهة الاجتماعية، وتعبر عن طلاقة يد المانح وتحل مشكلة تدني راتب العامل.
وارتبط البقشيش بأداء خدمة ما في مكان ما لشخص ما، إلا أنه صار مصدر دخل للبعض مثل حراس العمارات "البوابين"، وعمال محطات الوقود الذين يتولون تزويد العربات به، فلا يعرف الكثيرون أن هؤلاء العمال لا يتقاضون أي أجر من قبل إدارة المحطة بل يعتمدون على ما يجود به المترددون عليها من بقشيش يقومون بجمعه في خزنة صغيرة دون النظر إليه، وفي نهاية اليوم يقوم أكبرهم أو من يولونه أمرهم بإحصاء المبلغ الموجود داخل تلك الخزينة وتقسيمه عليهم بالتساوي.
تعليقات الفيسبوك