مع بداية شهر نوفمبر الحالي، ظهر مصطلح غريب وهو يوم "بلاك فرايداي" الذي مر على آذان الكثيرين مرور الكرام، في حين توقف البعض عنده متسائلين عن معناه وقيمته ومدى الاستفادة منه.
ويعتبر "بلاك فرايداي" أو "الجمعة السوداء" تقليدا أمريكيا، يحظى فيه الناس بنسبة مرتفعة من الخصومات في المتاجر على أرض الواقع وإلكترونيًا، وتتبارز فيه المحال فيما بينها لجذب المشترين من خلال الخصومات المرتفعة والتي تصل إلى 90% لبعض المنتجات وكذلك العروض التي تقام كل ساعة على منتج محدد كالهواتف وغيرها والتي تنخفض قيمتها بشكل كبير في تلك اللحظة وتصبح غنيمة مغرية.
وبالرجوع بالزمن إلى التاريخ الخاص بالأزمة المالية التي حدثت في أمريكا عام 1869، وتوابعها من كساد اقتصادي وخسائر مالية أدت إلى ركود كارثي لحركة البيع، الأمر الذي دفع المتاجر إلى تخفيض الأسعار والتنافس من حيث الخصومات، لرواج حركة البيع والشراء ودفع الزبائن لشراء البضائع وتقليل الخسائر الناجمة عن تخزينها.
ويستغل المواطنون عالميًا هذا اليوم، في شراء أغلب هدايا أعياد الميلاد أو الكريسماس أو عيد ميلاد المسيح، بسبب التخفيضات التي تؤدي إلى تجمهر كبير أمام المتاجر، والتي تصل إلى التشاجر في بعض الأحيان.
يقام اليوم مباشرًة بعد يوم عيد الشكر، وعادة يكون في آخر جمعة من شهر نوفمبر، في جميع أنحاء العالم وبالأخص في البلاد الأجنبية، ولاستيعاب الكم الهائل من الزبائن المتهافتين على شراء السلع والفوز بالخصومات، يتم تقديم ساعات العمل في المتاجر لتبدأ فجر الجمعة.
ويختلف التاريخ من سنة لأخرى ففي العام الماضي 2016 بتاريخ 25 نوفمبر، بينما في العام السابق 2015 كان التاريخ يوافق 27 نوفمبر، وفي عام 2017 بتاريخ 27 نوفمبر، ولكن جميع تلك الأيام وافقت اليوم التالي لعيد الشكر والذي يأتي في نهاية شهر نوفمبر من كل عام.
وبالرغم من تعدد الألوان التي توحي بالبهجة التي يمكن إدراجها كاسم لليوم، كونه وقت ينتظره الناس بشغف وفرح، لشراء ما يلزمهم من مقتنيات، إلا أنه سمي بالجمعة السوداء، ويعود ذلك إلى سببين أولهما الاختناق والفوضى والازدحام بسبب حركة المرور المرتفعة وخروج الناس بأعداد كبيرة للشراء، والسبب الثاني يعود إلى أن اللون الأسود في مجال المحاسبة يدل على التخلص من البضائع في المخازن.
تعليقات الفيسبوك