عانى كثيراً طوال حياته بسبب قصر قامته، مرة يتحمل سخرية البعض، وأخرى يهرب من نظرات الشفقة فى عيون المحيطين به، وهو ما يضاعف شعوره بالألم والحزن، لكنه يقاوم صعوبات الحياة المفروضة عليه من أجل أن يوفر مصاريف زوجته وطفليه ووالدته، باعتباره رب الأسرة والمعيل الوحيد لها. اضطر وليد عبدالمنعم إلى العمل كعامل معمار فى أحد مشروعات البناء، وهى من الأعمال الصعبة عليه نظراً لحالته الخاصة وجسمه الصغير: «بانحت فى الصخر عشان خاطر أسرتى».
يسكن «وليد» (32 عاماً) بمركز مشتول السوق فى محافظة الشرقية، كان يحصل على معاش 350 جنيهاً، يصرف منه على أسرة كانت تتكون من 6 أفراد، قبل وفاة والده، فاضطر إلى العمل بأجر يومى فى بعض الأشغال البسيطة، حتى فوجئ بانقطاع المعاش: «واحد راح بلغ عنى إنى بشتغل فقطعوا عنى المعاش، ومن ساعتها وأنا بجرى عليه وكل مرة يقولوا لى ربنا يسهل».
على الرغم من ضيق الحال فإنه كان يستجيب لمطالب أسرته، ويكتم آلامه داخله حتى لا يشعر أى منهم بالحاجة، وهو ما دفعه إلى العمل فى المعمار: «ابنى 6 سنين ومقدمتلوش فى المدرسة، عشان يادوب اللى جاى على قد اللى رايح»، أصبحت حياة «وليد» مريرة خاصة بعد انقطاع معاشه: «كان قليل بس كان بيسندنى»، كل ما يطمح إليه هو أن يحصل على معاش أو وظيفة ثابتة، لا يعانى فيها المشقة، مثلما يعانى من عمله فى المعمار: «عيالى مالهمش ذنب يجوعوا علشان أبوهم ظروفه خاصة، نفسى ماحرمهمش من حاجة بس العين بصيرة والإيد قصيرة».
تعليقات الفيسبوك