ترتسم على وجوه معظم الناس أمارة الاندهاش حين يسمعون كلمة "تيروصور"، لكن هذه الدهشة تخف حين يسمعون "إنه مثل الزواحف المجنَّحة".
إنه الاسم الشائع الذي أُطلق على أول تيروصور (Pterosaur) اكتُشف في القرن الثامن عشر، وقد وصف العلماء منذ ذلك التاريخ أزيد من 200 نوع من التيروصورات، غير أن الفكرة التي لدى عامة الناس عن هذه الزواحف المجنَّحة التي حلَّقت بلا منافس في سماوات الحقبة الجيولوجية الوسطى، لم تتغير. فنحن نتخيلها دائما على أنها ذات رؤوس مدبَّبة، وأجنحة جلدية، وبأنها زواحف طائرة خرقاء ذات نزعة للبطش والقتل.
انقرض آخر حيوان تيروصور قبل 66 مليون سنة، وذلك دهورًا قبل أن تطأ قدما الإنسان الأرض.
على الرغم من ذلك، ظهرت سلسلة من الاكتشافات الأحفورية المتسارعة، ألقت الضوء على تيروصورات بأشكال وأحجام وأنماط سلوك جديدة ومفاجئة.
بعض علماء الأحافير الآن يعتقدون أن مئات الأنواع من التيروصورات ربما عاشت خلال الحقبة نفسها في آن واحد، وكانت لها مواطن طبيعية خاصة كغيرها من الطيور في وقتنا الحاضر.
أول أنواع التيروصورات اكتشفت في سنة 1971، وكانت ذات الجناحين العملاقين الذي يتجاوز كلا منهما 12 مترًا في منغوليا، في حين اكتشفت أنواع أخرى صغيرة بحجم الحمام، فيما كان طول جناح أصغر الأنواع فيها يبلغ نحو 65 سنتيمتر، نقلاً عن موقع "دويتشه فيله" الألماني.
كانت لدى الأنواع المبكرة منها فكوكٌ طويلة مسننة بالكامل وذيول طويلة أيضًا، بينما حصلت الأنواع اللاحقة على ذيولٍ أقصر بكثير، وبعضها افتقرت إلى الأسنان.
وكانت الكثير منها مغطاة بالفراء المكون من شعيرات تسمى "الشعيرات الكثيفة"، والتي غطت أجسامهم.
ومن بين الاكتشافات الأكثر إثارة، مجموعةٌ متنوعةٌ من بيض تيروصور كان متحجرًا.
وقد كشفت دراسات مسحية لعينات سليمة من هذا البيض عن مراحل حياة الجنين داخل قشرة البيضة، ما ساعد على فهم كيف كانت الفراخ تنمو في الداخل. حتى إنه عُثر في الصين على بيضة في قناة مبيض تيروصور من فصيلة أطلق عليها اسم "جناح داروين" (Darwinopterus)، إلى جانب بيضة أخرى يبدو أنها اندفعت إلى خارج المبيض بسبب الارتطام الذي تسبب بقتل أنثى التيروصور تلك.
وهكذا أصبحت هذه الأخيرة -التي أُطلق عليها اسم "السيدة تي" (Mrs. T)- أول تيروصور يحدَّد جنسه على الإطلاق.
تعليقات الفيسبوك