تحيي دول العالم يوم الهالوين بارتداء الملابس التنكرية ومكياج الرعب، ويعني يوم الهالوين عيد القديسين وهو احتفال الطوائف المسيحية الغربية تخليداً للأموات من الأشخاص طيبي الذكر وذوي المكانة في الديانة المسيحية مثل القديسين والشهداء، الذي يوافق الـ31 من شهر أكتوبر كل عام.
يرجع أصل كلمة هالوين في الأساس إلى الكلمة الإنجليزية "هالوو"، بمعنى "الليلة المقدسة" وظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في إسكتلندا عام 1556، حيث كانت تطورت أساليب الاحتفال به بعد أن كان المقصود بالاحتفال به في إسكتلندا هي إله الفواكه والمحاصيل وكان ذلك الاحتفال يتم في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء التي يطلقون عليها الفصل المظلم وكان يطلق على احتفالهم اسم "ساهوين".
اعتقد الاسكتلنديون أن هذا ظلام فصل الشتاء نشأ نتيجة لاقتراب المسافة ما بين العالم الحالي الموجود والعالم الآخر، حيث ستكون الفرصة مناسبة لعملية انتقال أرواح الجنيات إلى العالم وذلك لكي تقوم بإعطاء الناس قدرة كبيرة على الصمود في فصل الشتاء، وكانوا يشعلون النيران ويقدمون الطعام والشراب لتسهيل عملية انتقال الأرواح، مرتدين أزياء غريبة وشاذة ويقومون بتغطية وجوههم بالرماد الناتج من النار ليشبهوا هيئة الموتى.
انتشر الاحتفال بيوم الهالوين في الدول الأوروبية وأمريكا في القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت مراسم الاحتفال تبدأ بقرع أجراس الكنائس والخروج في الشوارع بالملابس غريبة ومخيفة إلى جانب الحلوى والكعك التي يتم توزيعها احتفالا بأرواح المسيحيين العائدة، حيث تقام الصلاة على جميع أرواح الموتى في الكنائس أو عند القبور.
ولا مانع من القيام ببعض المواقف المضحكة مثل سرقة الأبواب والقطع الخشبية ليعتقد الناس بأنها الأرواح الشريرة وأنها هي السبب فيما يحدث وهي التي قامت بالسرقة وإخفاء الأشياء، حيث إن الفكرة أو الأسطورة تقوم في الأساس على أن هناك إلها يدعى إله الموت اسمه "سامان" قام بدعوة الأرواح التي ماتت في هذه السنة ومعاقبتها بأن تمضي حياتها في أجساد الحيوانات ثم تنزل إلى الأرض وتتجول بها في هذا اليوم، ما يجعل الكثيرين يشعلون النار من أجل إخافة تلك الأرواح.
ويتم حفر الحفر ووضع الشموع والذهاب إلى الأماكن المخيفة أو غير المأهولة بالسكان لزيارتها بينما يقوم بعض الناس بزيارة الكنائس وذلك لإقامة الصلوات والشعائر الدينية على موتاهم وإضاءة الشموع على قبورهم، وفي هذا اليوم يجب تناول اللحوم بأي شكل والفطائر المحشوة بالبطاطس التفاح.
أما الآن فلم تختلف مظاهر الاحتفال بالهالوين كثيراً حيث يتم ارتداء الملابس السوداء والمخيفة لاعتقاد سائد بأنها قادرة على تخويف الأرواح الشريرة والقادمة من العالم الآخر، ويدور الأطفال حول المنازل ويقوموا بعمل مشهد مخيف لأصحاب المنزل من أجل الحصول على الحلوى، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يتم الاحتفال بهذا العيد على أساس أنه احتفال علماني فقط لبث البهجة والسرور وليس له خلفية تتعلق بالدين، ويتم استغلاله في إنتاج الأفلام المرعبة والمخيفة والخيالية عن عالم الموتى.
تعليقات الفيسبوك