خلل في الصوت، صعوبة في النطق، كلمات غير مفهومة تخرح من أفواههم تجعل الآخرين لا يستطيعون التواصل معهم، ليجد بعضهم نفسه في منأى عن الأجواء الاجتماعية وطريق تكوين الصداقات، حيث تروي ياسمين معاناتها في اليوم العالمي ل"التأتأة" "كنت بخاف أقف أجاوب في المدرسة على أسئلة المدرسين علشان زمايلي مايضحكوش عليا".
مرت ياسمين، بطفولة مختلفة عن أقرانها، فلم تستطيع اللعب والحديث مع أصدقائها لعدم فهمهم لها، لتستمر هذه المعاناة معها إلى أن دخلت الجامعة حيث بدأت تتعافى من هذا المرض بالتمرين والعلاج وتحسنت طريقة نطقها عن السابق.
"لا أستطيع العمل أو الدراسة ولا أستطيع التحدث مع الآخرين أو النقاش معهم وليس لدي إمكانية للعلاج"، لتسوء حالة أحمد إلى أن وصل لمرحلة لا يتجرأ فيها على الكلام، لتمضي أيام لا يسمع بها صوته سوى في كلمات قليلة، ليعبر عن أمنياته "كل أمنياتي أن أعبّر عما بداخلي بالكلمات المنطوقة ولو لمرة واحدة وأن أسمع نفسي أتكلم تماما كما في خيالي.. لكن في كل مرة أحاول، يصبح الأمر أصعب، حتى اعتقدت أنني لن أتخلص من هذا البلاء أبدا".
كثير من الأشخاص مصابون بهذا المرض، وسلسلة من المعاناة يعيشونها لا تنتهي، حيث لا يعلم أحد حقيقة هذا المرض وأسبابه وسبل علاجه حيث يقول أستاذ علم الاجتماع حمودي البخاري "السبب الحقيقي غير معروف، وهناك دراسات تشير إلى أن الجينات لها عامل في ذلك بجانب عدة عوامل نفسية واجتماعية و فيزيولوجية تكون السبب الأساسي بالتأتأة والتي يعاني منها الشخص منذ مرحلة الطفولة المبكرة".
أكثر البرامج المعتمدة لعلاج التأتأة هي البرامج السلوكية، يجري تصميمها بهدف تلقين الشخص مهارات وتصرفات محددة تؤدي إلى تواصل كلامي مُحسّن، بحسب البخاري، الذي يقدم روشتة للتعامل مع أصحاب هذا المرض حفاظا على مشاعرهم ولمساعدتهم في التحسن "يجب أن تمنحهم الوقت الذي يحتاجونه ليقولوا ما يريدون أن يقولوا، حاول ألا تكمل عباراتهم أو تستخدم كلمات نيابة عنهم، فالقيام بهذا لن يؤدي سوى إلى مزيد من الشعور بضغط الوقت على المتأتئ".
تعليقات الفيسبوك