يجلس وسط مجموعة من الأصدقاء على مقهى شهير بمنطقة «كامب شيزار» في محافظة الإسكندرية، قبل حوالي ساعة من انطلاق مباراة فريقه المفضل، النادي الأهلي، الذي كان على موعد مع مباراة هامة أمام نظيره الترجي التونسي، في إطار منافسات دوري أبطال إفريقيا.
حالة من القلق يشعر بها الشاب صاحب الـ28 عامًا، لاسيما وأن الأهلي في مباراة الذهاب تعادل (2-2) على ملعب برج العرب بالإسكندرية، ويحتاج للفوز، من أجل التأهل إلى نصف نهائي البطولة الإفريقية.
انطلقت المباراة في الثامنة من مساء يوم السبت الماضي، وسط حالة تأهب من مصطفى سعيد، المشجع الأهلاوي، ومجموعة من عشاق الفريق الأحمر، قبل أن ينتهي الشوط الأول من اللقاء وسط حزن كبير بعدما تقدم الفريق التونسي بهدف نظيف في الدقيقة 40، من ركلة جزاء احتسبت للترجي نتيجة تدخل شريف إكرامي على سعد بجير، وسددها «الخنيسي»، على الأهلي.
مع بداية الشوط الثاني سعى الأهلي بكل قوة لتسجيل هدف التعادل، وفي الدقيقة 47 أجرى حسام البدري تغييره الأول بنزول أجايي بدلًا من مؤمن زكريا، وأثمر الضغط الأحمر عن هدف أول للأهلي بعد عرضية مميزة من عبد الله السعيد وحاول بن شريفية التصدى لها لكنها تمر منه وينجح علي معلول من إيداعها في الشباك ليدرك التعادل.
احتفال صاخب هز أرجاء المقهى القابع على كورنيش الإسكندرية، يقطعه صوت صراخ «مصطفى»: «كتفي اتخلع.. كتفي اتخلع»، قالها الشاب السكندري وهو يقف مشدوهًا ينظر إلى شاشة التلفزيون ليتابع إعادة الهدف الذي أحرزه علي معلول، لكن الألم كان أقوى وصراخه دفع كل الموجودين في المقهى للالتفاف حوله.
همَّ أصدقائه الثلاثة الذين كانوا برفقته حينها، ليأخدوه بواسطة سيارة أحدهم إلى أحد المستشفيات القريبة، حتى يقوم طبيب العظام هناك بـ«رد الكتف المخلوع»، الأمر الذي ظن الأصدقاء أنه لن يأخذ سوى بضعة دقائق ليعودوا إلى المقهى من جديد ومتابعة المباراة الهامة بالنسبة لهم.
لكن يبدو أن الدقيقة 50 من المباراة كانت الأخيرة بالنسبة لمصطفى، عاشق الأهلي، وأصدقائه، خاصة بعدما صدمهم الطبيب بأن الموقف يحتاج إلى عملية جراحية من أجل إعادة الكتف المخلوع إلى مكانه من جديد.
يتناسى «مصطفى» آلامه قليلًا ويسأل أصدقائه من حوله: «النتيجة كام كام»، ليجيبه أحدهم «الأهلي جاب التاني»، حينها استعاد الشاب المصاب ابتسامته قليلًا، بحسب ما قاله عبدالرحمن الثلث، أحد أصدقاء مصطفى في حديثه لـ«الوطن».

صدمة جديدة يتعرض لها «شبيه مؤمن زكريا»، كما يصفه أصدقائه، حينما أخبره الطبيب بأن العملية ستتكلف 2000 جنيه، وهو المبلغ الذي لم يكن يملك الشاب سوى نصفه فقط خلال تواجده بالمستشفى.
«اتصلت بمديري في العمل، الذي كان متواجدًا في مكان قريب من المستشفى، وبالفعل جاء إلي ودفع ما تبقى من المبلغ» هكذا يروي مصطفى سعيد ما حدث قبل دقائق من دخوله إلى غرفة العمليات.
العملية لم تستغرق سوى 10 دقائق فقط، لكن الألم الذي عاش فيه المشجع الأهلاوي كان أقوى مما يتصور، «الطبيب كتب لي على إجازة لمدة شهر من العمل، وعدم التحرك من السرير، نظرًا لخطورة حالتي الصحية، خاصة وأنها المرة الثالثة التي أصيب فيها بخلع في الكتف الأيمن».

يأمل مصطفى، الذي لا يفوت مباراة للنادي الأهلي، في حصول المارد الأحمر على البطولة الإفريقية، لتكون خير تعويض على الإصابة التي تعرض لها.

تعليقات الفيسبوك