في محافظة طنطا، وتحديدًا في منطقة الجلاء، وُلد حلم صغير لفتاة لم يتخطَ عمرها الـ18 عاما، تجوب بكاميرتها البسيطة أنحاء المنطقة، لتلتقط صورا هنا ولقطات هناك، لكل ما تراه عيناها البريئتان من أحداث.
«التصوير ده حلمي من الطفولة».. قالتها سماح العسال التي اتخذت من التصوير هواية لها ومارستها منذ الصغر، قبل أن تقوم بصقل موهبتها بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، بجامعة الإسكندرية، منذ عام، الأمر الذي ساعدها على العبور لمنطقة احتراف التصوير.
تروي «سماح» قصتها مع التصوير «بابا هو اللي شجعني اني أنزل وأصور في الشارع، مع إن ماما كانت رافضة جدًا عشان التأخير في الشارع، وأنا كان عندي خوف من التعامل مع الناس في الأول»، وأكملت: «ولأني شخص بحب أعتمد على نفسي قدرت اتخطى العقبة دي وأتعامل بسهولة».
ما بين تشجيع الأب ومخاوف الأم.. انطلقت «سماح» البنت الأصغر لعائلة «العسال»، مطلقة العنان لكاميرتها التي استبدلتها بـ«كاميرا بروفيشينال» على حد قولها، في أول مرة تصور في قاعات الأفراح مصاحبة لأحد أصدقائها، ثم خاضت التجربة بمفردها «بلف الأفراح بكاميرتي وحبيت الموضوع»، الأمر الذي احترفته بعد ذلك ليصبح مهنتها «تصوير الأفراح دلوقتي بقى أكل عيشي، وبكسب منه كويس».
منافسة شرسة تواجهها «سماح» يوميًا في سوق العمل، ما تسميهم «أعداء الكار» من المصورين الرجال، الذين يحقدون عليها كونها فتاة، على حد قولها، أما مصورات «الجنس الناعم» والتي تعد أصغرهن، فلا تجد «سماح» منهن ما يضايقها بل يشجعنها ويدفعنها للأمام، وتحتفظ المنافسة بينهن بالروح الشريفة.
تستعد «المصورة الصغيرة» لإنشاء مكتب خاص بها بجوار منزلها، ليصبح مقرا لها يحجز من خلاله الزبائن «أوردرات الأفراح»، بالإضافة للتصوير الخاص، «هزود المعدات بتاعتي وهعمل عروض كويسة وإن شاء الله الموسم الجاي يبقى بووم».
أحمد راغب مصور الأفراح، هو المثل الأعلى للمصورة الصغيرة «بحب أسلوبه بس مش بقلده»، مشيرة إلى أنها تسعى للاختلاف عن باقي ممتهني التصوير، وتابعت: «بتفرج على صور طول ما أنا قاعدة فاضية عشان أوسع أفقى.. وبحلم بالعالمية».
تعليقات الفيسبوك