إسلام
قسوة الشارع، ومرارة الأهل، لم تقف أمام حلمه الذي بدأ يخطه على ورق أبيض، فموهبته لا ذنب لها في ظروف اجتماعية اضطرته للهرب من جحيم أسرته وهو في الرابعة من عمره، ليكون مصيره الضياع الذي حوله إلى رسومات.
في تقاطع شارع البطل أحمد عبدالعزيز وعبدالمنعم رياض، افترش "إسلام" الرصيف ببضاعته من قصاصات ورقية، تعلوها رسومات لموهبة وليدة تستحق عن جدارة أن تنفض ما عليها تراب.
صاحب الـ10 أعوام رفض الخضوع لقانون الشارع المليء بالبلطجة، وفتش داخله عن مشاعر فنان صغير، ليقاوم إغراءات الضياع ويعيش بالنذير لقاء موهبة محدودة تحتاج إلى رعاية واهتمام.
لا يمد الصغير يده للشحاذة، رغم حاجته، فكل المارة يقفون مبهوتين أمام بضاعته من الورق، وكأنهم يتجولون داخل معرض فني لمحترف، ثم يسألونه عن اسمه، بعضهم يدير له ظهورهم، والبعض الآخر يخرج من جيبه بعض الجنيهات .
موهبة "إسلام" لا تقتصر على الرسم فقط، لكن الزخرفة أيضا، وكل ما يحلم به أن تتبنى الجهات المسؤولة موهبته، ليكسب مالا خالصا من موهبة صادقة، لا تستحق أن تختلط بمخلفات الشارع، "نفسي أنام، وأكل وأشرب بس" هكذا يعبر "إسلام" عن تطلعاته البسيطة.
تعليقات الفيسبوك