دانييل هوم
منذ صغره كان يقلق والديه بوصفه لأشياء يراها ولا يستطيعون هم مشاهدتها، لم يقتصر الأمر على ذلك فيستطيع الطفل «دانييل هوم»، أن يرتفع بجسده عن الأرض لعدة أقدام ويهبط مرة أخرى حتى لقب بـ «الصبي الساحر»، الذي مع مرور الوقت لم يتمكن أحد من تفسير هذه الظاهرة أو اكتشاف أن كانت خدعة.
ما بين «رفع الأشياء من فوق المائدة وإحداث طرقات في جوانب الحجرة المختلفة ورفع المنضدة والعزف على الجيتار دون لمسه والتوقيع على الأوتوجرافات على بُعد مسافات كبيرة».. تنوعت مهارات هوم الخارقة الذي ولد في أسكتلندا وترعرع في أمريكا، إلا أن الجميع كانوا ينظرون إليه على أنه ساحر أو حاو ما جعله يقرر السفر إلى أوروبا عندما كان يبلغ من العمر 25 عامًا حتى يجد من ينظر لقدراته بشكل أكثر عمقا.
وبعد مرور أعوام، ذاع صيته في أنحاء أوروبا، وتهافت مشاهير البلاد الأوروبية لحضور جلسات هوم لرؤية موهبته الخارقة، وكان دائما يثير الدهشة في نفوس المشاهدين لتنوع عروضه التي لم يكتشف أي شخص ما وراء ذلك الشاب الأسكتلندي طويل القامة، صاحب عينان زرقاوين والذي كان يحرص أن يؤدي مهاراته داخل حجرة قوية الإضاءة، ويحتقر الوسطاء الروحيين من يقدمون نشاطهم في أماكن خافتة الإضاءة، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه أغرب من الخيال.
اعتقد الكثيرون أن ما يقدمه هوم لا يحدث إلا من خلال شخص يتصل بالشياطين، ورسخ ذلك رسميا في الأذهان بعد أن أمرت روما بطرده من الكنيسة الكاثوليكية، لارتباطه بالأشباح إلا أن ذلك دعم الصبي الساحر وحصل على شعبية كبيرة واستكمل عروضه في أكبر بيوت لندن.
وبدأ العلماء والباحثون بالاهتمام بهوم بعد جولة في اتحاد أوروبا قدم خلالها عدة جلسات أمام ملكة هولندا، وملك روسيا، وقيصر روسيا، بينما حاول شخص بلجيكي باغتياله في ختام الجولة إلا أنها باءت بالفشل وعندما عاد إلى بريطانيا كانت الاختبارات في انتظاره تم إعدادها تحت إشراف العالم الطبيعي والكيميائي الشهير سير وليم كروكس، وعددا من المراقبين من ضمنهم أيرا أوف دنرافين، واورد بروام.
«إذا حدث أن أخبرني شخص بما جرى، لاتهمته بالجنون أو السكر البين، لكني الآن أصبحت مقتنعا بأن شيئا كهذا يمكن أن يتحقق».. وصف لورد دنرافن عند انصرافه بعد عدة اختبارات وقعت في ضوء النهار كشرط من العلماء، ووافقهم هوم دون تردد لثقته بقدارته حيث أمسك النار بيديه وجعل الأثاث يرتفع من على الأرض واحدة تلو الأخرى ولم يكتشف أيضا أي من الحاضرين أي خدعة يقوم بها الرجل الخارق.
ولم يقتصر الأمر على هذه العروض بل قرر هوم، بتقديم عرض كان سببا في إقناع العلماء بأنهم يرون شيئا يتجاوز علمهم، والذي تلخص فيه عندما كان هوم في غيبوبة عميقة، تفاجأ الحاضرون بارتفعاعه لمسافة خمسة أقدام في الهواء، ثم أتجه إلى إحدى النوافذ المفتوحة بالحجرة، ما جعل لورد دنرافن يسرع لمنعه لتصوره أن سيحدث كارثة لكنه لم يستطيع ملاحقته وظلوا يشاهدونه وهو معلق على بعد عدة أقدام، في الفضاء خارج المبنى وعلى ارتفاع أكثر من 70 قدما عن الأرض، متجها إلى الطابق العلوي، وبعد مرور بضع ثوانٍ وجدوا هوم يفتح باب الحجرة ويخطو على قدميه حيث دخل المبنى من نافذة بالطابق العلوي وهبط إليهم على الدرج.
وتوفي هوم الذي قضى حياته في تقديم هذه العروض عن عمر يناهز 53 عامًا، ويذكر أنه لم يكن يحصل على مقابل من أي عرض.
تعليقات الفيسبوك