يحترف كرة القدم الكثير من اللاعبين، لكن القليل فقط هم من يحققون الشهرة والنجومية والمجد، ويعتبر صالح سليم «مايسترو» الأهلي وكابتن فريقه ورئيسه التاريخي، أحد هؤلاء الذين حققوا الكثير في حياتهم المهنية، ما جعله أسطورة خالدة يتحاكي بها عشاق نادي الزمالك قبل عشاق الأهلي.
ولد مايسترو الأهلي في الحادي عشر من سبتمبر عام 1930، وهو أكبر أبناء الدكتور محمد سليم أحد أشهر أساتذة التخدير بمصر في ذلك الحين، وعشق كرة القدم منذ الصغر، حتى أنه كان يلعب الكرة قبل بداية اليوم الدراسي في مدرسة الأورمان الإبتدائية، ما كان يتسب في سوء حالة الزي المدرسي والحذاء أيضًا، وظل صالح سليم على عشقه للكرة حتى التحق بفريق مدرسته الإبتدائية، ثم فريق مدرسة السعيدية الثانوية، قبل أن يلتحق بفريق الأشبال بالنادي الأهلي لينطلق إلى الشهرة والنجومية من بوابة نادي القرن الإفريقي.
كما هو الحال بالنسبة لأغلب اللاعبين، وخصوصا المهرة منهم، يتعرضون للانتقاد الشديد من الجمهور بعد انخفاض مستواهم، وهو ما حدث مع صالح سليم الذي تغلب على ذلك بسفره إلى النمسا ليحترف هناك، لتتحول الأقلام والهتافات التي طالبت باعتزاله إلى التشديد على ضرورة عودته لمصر مرة أخرى ليستمر في إبداعه الكروي.
ما لا يعرفه الكثير عن صالح سليم أنه كان يهوى الرسم والموسيقى، لكنه فضل كرة القدم عليهما، فقدم لنا أروع اللوحات في المستطيل الأخضر، وعوض عشقه للموسيقى بلقب المايسترو الذي أطلقه عليه النقاد والجماهير، ثم قام بتمثيل ثلاثة أفلام سينمائية يعتبر أهمها «الشموع السوداء» الذي يعد من أشهر الأعمال في تاريخ السينما المصرية، ولا يعرف الكثير أن هذا العمل كان الثاني في ترتيب الأفلام التي مثلها، حيث قام ببطولة فيلم «السبع بنات» قبله، وهو ما قوبل بوابل من الانتقاد لسوء الأداء فيه، ما دفعه لتحدي نفسه وإثبات وجوده الفني، فقام باستنفار كل الجهود ليشيد به الجميع في فيلمه الأشهر مع الفنانة نجاة الصغيرة، قبل أن ينهي مسيرته الفنية القصيرة بفيلم «الباب المفتوح».
ارتبط المايسترو بصداقة قوية مع أحمد رمزي وعمر الشريف، منذ الصغر، إذ بدأت صداقته بأحمد رمزي وهما في الصف الثاني الإبتدائي، حيث لعبا كرة القدم سويا، قبل أن يذهب كل منهما إلى مدرسة ثانوية مختلفة، فذهب صالح إلى مدرسة السعيدية، بينما ذهب رمزي لمدرسة فيكتوريا كوليدج، حيث صادق عمر الشريف وعرفه على صالح ليلعبا الكرة معا، أحمد رمزي «جناح أيسر»، وعمر الشرف «مدافع»، والمايسترو «مهاجم»، وظلت الصداقة تربط بينهم حتى توفى صالح سليم في السادس من مايو عام 2002.
تعليقات الفيسبوك