مخدعه من جمر، لا يهدأ له بال، ولا تهنأ له عيشة ولا يغمض له جفن، يقضي "رسمي ثابت" يومه بين التفكير والبكاء على حال أولاده الثلاث، الفرحة التي لم تكتمل بعزوة الذكور، فثلاثتهم طريحي الفراش، لا يتحركون، لا يتحدثون، لا يشاركون، كأنهم "خشب مُسندة" بسبب الضمور.
ويحكى "ثابت" عن لحظات انتظار معافاة كل مولود بفارغ الصبر، وألا ينال نصيبا من المرض الذي أصاب أخوته من قبله فضرب الثلاثة واحد تلو الآخر "عندهم ضمور بخلايا المخ، وشلل في أجزاء الأطراف، ولا يجلسون، ولا يتكلمون"، يصف الأب الحال بحسرة على حصاد العمر الذي لم ير نور الشارع حتى الآن "يوسف 10 سنوات، مينا 6 سنوات، ورامي سنتان".
باءت محاولات "رسمي" كلها بالخيبة، حيث لا سبيل له سوي الشكوى، يضيف "ترددت على كل الأطباء في معظم المحافظات، قالوا لي مرض نادر جدا، وراثي من عائلة الأم"، الرجل الأربعينى بطبيعة الحال لا يملك من حطام الدنيا ما يكفي تغطية نفقات المرض الذي لا يد له فيه، يقول "استأجرت محل بطاريات عشان ناكل منه عيش، ومصاريف العلاج كبيرة، الجلسه الساعة الواحدة من العلاج الطبيعي وصلت 40 جنيها للطفل الواحد، وفي حقنة منشطة للواحد في الشهر 750 جنيها"، ويكمل متأثرا "أتعرض الآن للسجن لأني استدنت مبالغ كبيرة".
العلاج الطبيعي المُكثف علاوة على الأدوية باهظة التكاليف لم تنه مأساة "ثابت" وصغاره، يقول: "محتاجين مصاريف ضخمة، ولجأت لكل جهات الدولة"، حيث يسافر الأب التعيس يوميا من بلدته بطنطا الى القاهرة بحثا عن العلاج والمساعدة، يبكي "محتاجين خلايا جزعية ولا أحد يسمع مأساتي".
تعليقات الفيسبوك