كريم أديب
5 آلاف إلا 20 سيجارة، هي إجمالي ما جمعه كريم أديب من شوارع أستراليا، بعدما أقلع عن التدخين في فبراير الماضي، بعد 14 عامًا قضاها بين دخان السجائر، تساوى نصف عمره الذي يبلغ 28 عامًا.
وقرر كريم ـ الذي تخرج في مدرسته بمصر عام 2006 ثم استكمل دراسته في كندا ـ الإقلاع عن التدخين عندما شعر بأنها أثرت سلبًا على صحته في أثناء ممارسته رياضة "الملاكمة" خلال إجازته في مصر أواخر العام الماضي، "المدرب بتاعي في النادي قاللي إن صحتي وحشة جدًا ومش بعرف أكمل جولتين على بعض، ده خلاني أخد قرر إني أبطل".
دراسة كريم للموارد البشرية أهلته لقرار الإقلاع، حدد يومًا في إجازته بمصر للانتهاء من تدخين السجائر بينما كان يُحزم أمتعته للعودة إلى أستراليا حيث يعمل فيها يوم 5 فبراير2017: "قررت أبطل بعد الإجازة عشان أكون دخنت آخر سجاير واتبسطت براحتي، حسيت إنها مسألة وقت ومش حعرف أشرب تاني".
شرب كريم أخر سيجارة في مطار القاهرة قبل إقلاع طائرته، يقول: "مكملتهاش رمتها من كتر ما أنا متحمس أبطل".
ومنذ لحظة وصول كريم إلى أستراليا، قرر الركض يوميًا كنوع من الرياضة، ليصل به الأمر لملاحظة كمية أعقاب السجائر الملقاه في الشوارع، ليجمع كل يوم 20 سيجارة بما يساوي ما كان يستهلكه قبل إقلاعه، ثم يعبئهم في زجاجات مياه معدنية فارغة ويغلقها بالغطاء، يقول: "عشان أشوف المنظر ده ومفكرش أرجع لها، أمر يسمى في الموارد البشرية Visual Reward".
بعد شهور طويلة تمكن كريم من جمع 4980 سيجارة، وانطلق بفكرته في تدوير مخلفات السجائر، ليكتشف أنها تمثل النسبة الأكبر بين المخلفات البشرية وأكثرهم ضررًا للبيئة، ليسلمهم لشركة تدوير مخلفات بأستراليا، يضيف: "شغال على مشروع غير ربحي بوضع طفايات على أعمدة النور لتدوير السجاير من خلالها".
"أنا عارف إن حملة لتنظيف الشوارع في القاهرة من السجاير وتدويرها ده شبه مستحيل، بس هبتدي واحدة واحدة وإن شاء الله هينفع".. وصف كريم الذي ينوي العمل على حملة بمجرد وصوله مصر في أكتوبر القادم حيث ينوي أن يستقر بها: "هبتدي بوضع صفائح عليها علامة السجاير على بعد 20 متر من بعض بطول شارع واحد كتجربة عشان أشوف مدى استجابة الناس".
ويحاول كريم مساعدة الآخرين، بإخبارهم كيفية الإقلاع عن التدخين بكتابة قصته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كل اللي بتمناه أن الكلام ده يقنع شخص واحد يبطل، وهو إن شاء الله هيقنع واحد تاني يبطل يومًا ما".
تعليقات الفيسبوك