يعد الفول المدمس الأكلة الشعبية الأولى لدى جميع الفئات والطبقات، وقد عرفها المصريون منذ أيام الفراعنة وكان يستخدم بديلا للبروتين عند الطبقة المتوسطة، أما الطبقة العليا فكانت تستخدمه غذاء للبهائم، وفي العصر الحديث انتشرت عربات الفول في شوارع مصر والتي كانت تمهيدا لمحال الفول وفروعها التي ظهرت في أوائل الخمسينيات، إلى أن تطورت بالشكل المعهود في يومنا هذا.
ويرجع أصل تسميته "فول مدمس" إلى الخواجة اليوناني "ديموس" الذي عاش في مصر القديمة، وكان يمتلك حماما عموميا، يوجد خلفه مستودع لحرق القمامة لتسخين المياه في الحمام، ففكر ديموس في استغلال تلك الحرارة في تسوية الفول، فوضع قدرة الفول في القمامة المشتعلة حتى تنضج، وبالفعل كانت النتيجة مبهرة، وانتشر بين المصريين وقتها، فأطلقوا على تلك الطريقة في تسوية الفول "مدمس" نسبة للخواجة "ديموس".
وليست مصر هي الدولة الوحيدة المشهورة بـ"الفول المدمس" ففي السودان أيضاً يتم تناوله بنسبة كبيرة ويطلق عليه "حبيب الشعب"، ونادراً ما يؤكل بمفرده، فنجد أنه تتم إضافته للطماطم أو البهارات والبصل، كما يتم إضافته أحياناً للبن الرائب، وأحياناً يؤكل كالفتة من خلال وضع فتات الخبز فوقه في الطبق، ويطلق عليها في السودان اسم "البوش".
واعتاد المصريون القدماء على تسوية الفول في قدرة كبيرة، كانت تصنع من الفخار ثم من النحاس، إلى أن أصبحت تصنع من الألمونيوم في وقتنا الحالي ويتم تسويته على نار هادئة لفترة طويلة من الليل، ثم يستكمل تسويته على العربات الشهيرة المعدة لبيعه.
ولم يقتصر "الفول المدمس" على المطاعم فقط، فالفن أيضا اهتم بـ"الفول المدمس" فلم ينسَ والت ديزني الفول الذي كان عنصراً أساسياً في شخصية سوبر بندق Super goofy، حيث تكفي حبة فول واحدة يتناولها بندق ليتحول فوراً إلى سوبر بندق الخارق، كما قام الفنان "فواز" برسم سلسلة من القصص المصورة لشخصية اسمها "فول مان البطل المدمس"، إذ وجد بطل هذه القصص قدرة فول قديمة في الشارع، وعندما حاول تنظيفها، ظهر له جني القدرة الذي أهداه حبوب الفول السحرية القادرة على تحويله إلى البطل المدمس الجبار.
تعليقات الفيسبوك