فيلم مصطفى كامل عام 1952
داخل حجرة تمتلئ جدرانها بالخرائط التاريخية المصرية، يقف أحد تلاميذ مدرسة "مصطفى كامل" وسط الطلبة، يعترض على الأوضاع السياسية التي تدهورت بسبب حكم الإنجليز عام 1919، ما دفع المعلم أن يوجه له الشكر على حماسه الوطني، ويتذكر نفس المشهد لكن باختلاف التفاصيل.
"بارك فيك يا بني، إنك جدير أن تكون من تلامذة مدرسة مصطفى كامل، شهيد الوطنية الأول، لقد كان هو أيضا تلميذي، وكان مثلك مملوك الجوانح بحب الوطن، وإني أرى حماسك الملتهب، فكأني آراه في السنة النهائية بالمدرسة الخديوية عام 1891".. جزء من مشهد للمعلم وتلميذه في الفيلم النادر "شهيد الوطنية مصطفى كامل" الذي عرض بدار سينما "ريفولى" بالقاهرة عام 1952.
"شهيد الوطنية مصطفى كامل" الإنتاج الأول لأحمد بدرخان الذي اختار "أنور أحمد" موظف الشؤون الاجتماعية الذي امتاز بصوته الثوري لأداء دور "مصطفى كامل" المولود في 14 أغسطس عام 1874- لتجسيد حياته التي قضاها كلها في الدفاع عن الوطن بداية من رحلته لفرنسا لدراسة القانون، مرورا بتأسيس الحزب الوطني الذي كان منبرا لعرض قضية وطنه عام 1907، حتى مرض وقرر أن يذهب لفرنسا للعلاج، وهناك وصلته أخبار عما حدث فى "دنشواي"، فذهب إلى لندن للمطالبة بحقوق بلده.
ورغم أن قوات الاحتلال كانت ترصد مصطفى كامل، لكنه ظل يكتب مقالاته الحماسية في جريدة "اللواء" خلال ذلك الوقت، وقاد الكفاح الوطني ضد قوات الاحتلال البريطاني مدافعا عن حقوق بلاده وهو لا يبالي بصحته رغم أنه كان وقتها شابا لا يتعدى عمره 33 عاما، حيث سافر إلى فرنسا للعلاج حتى توفى عام 1908.
الفيلم ظل ممنوعا من العرض عامين كاملين بعد الانتهاء من تصويره، حتى قامت ثورة يوليو 1952، وبعد 5 أشهر عرض الفيلم وحضر حفل الافتتاح الرئيس الراحل محمد أنور السادات كممثل عن مجلس قيادة الثورة وقتها، كما نشرت مجلة "البوليس" عام 1952.
الفيلم بطولة أنور أحمد الذي جسد دور "كامل" وكان دوره في الفيلم هو الأول والأخير لظهوره كممثل سينمائي، ووالدته جسدت دورها الفنانة أمينة رزق، ومن طاقم العمل الفنانة ماجدة، محمود المليجي، زينب صدقي، عدلي كاسب والعديد من فنانين "الزمن الجميل".
تعليقات الفيسبوك