أحد أكبر ميادين محافظة القاهرة، يمتلك مساحة شاسعة تصل إلى 9 أفدنة، جعلته بمثابة قلب العاصمة النابض، يمتلك بين جنباته قصرًا يُعد الأشهر في مصر، نظرًا لما شهده من أحداث كبرى منذ عهد الملكية وحتى نشأة القاهرة الحديثة.
إذا خطت قدماك إلى ميدان عابدين تجد نفسك داخل مكان شاهدًا على عدد من الثورات في مصر، بداية من ثورة الحاكم للمرة الأولى في تاريخ مصر على برجه العالي داخل القلعة والانتقال للعيش داخل قصر عابدين في قلب القاهرة، ويحتك بالجمهور بعد سقوط حكم الأتراك والمماليك، ما يعتبر نقطة تحول خطيرة ونقلة كبيرة في حياة المصريين.
كما شهد ميدان عابدين العديد من الأحداث السياسية البارزة في تاريخ مصر، مثل وقفة عرابي عام 1881، على حصانه الأسود، حيث قاد أول ثورة وطنية في التاريخ ووراءه أعداد تقدر بالمئات من الأهالي أمام الخديوي توفيق في ميدان عابدين، يشعل حماس جمهوره بتسليمه للخديوي مطالب شعبه، وما أن رفض الخديوي، حتى رد الزعيم أحمد عرابي، قائلًا: "لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن أبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد احساناتنا".
"لقد خلقنا الله احرارًا، ولم يخلقنا تراثًا او عقارًا؛ فوالله الذي لا اله الا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".. كلمات نطق بها الزعيم احمد عرابى في ميدان عابدين عام 1881، حملت في طياتها عزه وطن وكرامه شعبه الذي وضع ثقته في قائده والتف حوله منشدًا حياه حره كريمه وبلد حره مستقله.
مرت السنوات وكانت مصر على موعد مع ثورة جديدة قادها "الضباط الأحرار"، في 23 يوليو 1952.
كانت النية معقودة لدى "الضباط الأحرار" على القيام بالثورة، خلال نوفمبر 1955، ولكن أحداث حريق القاهرة، في 26 يناير 1952، كانت جرس الإنذار قبل الثورة، ففاعل الحريق كان مجهولاً، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي، والذي تمثل في توالي تغيير الوزارات؛ مما شكل ضغطًا دفَع تنظيم الضباط الأحرار للتفكير في التبكير بموعد القيام بحركتهم.
أعد الضباط الأحرار الخطة المحكمة للقيام بثورتهم، التي انقسمت إلى 3 مراحل، كان من بين المرحلة الثانية إنزال قوات إلى الشوارع؛ للسيطرة على عدد من المواقع المدنية؛ مثل: الإذاعة، وقصر عابدين.
تعليقات الفيسبوك