النسكافية ليس للشرب فقط.. دانه محمد، تعشق الرسم منذ طفولتها، ترسم بأي شىء تراه أمامها، "الحجارة– الخرز – النسكافيه– الزيت"، فالرسم هو عالمها الآخر، الذي تهرب له وتستمتع بكل تفاصيله وسط الألوان.
بدأت طالبة التربية الرياضية التي تبلغ من العمر 20 عاما، أولى مسيرتها مع الرسم في المرحلة الابتدائية، بمساعدة شقيقتها الكبرى، التي شجعتها وأخذتها ورش أطفال لتعليم الرسم، وشاهدت ورش تعليم الكبار، وحين وصلت للمنزل قررت أن تطبق ما رأته لتعرضه على أصدقاءها في الورشة في اليوم التالي، الذين أعجبوا برسمها مقارنة بسنها، وتنبأوا لها بمستقبل كبير، وحصلت على أول جائزة لها وهي في المرحلة الابتدائية وكانت 15 جنيهًا.
شاركت حينها في مسابقة عن "أطفال الشوارع"، برسمة نالت إعجاب أصدقائها، وكانت ستدخل المعرض لولا أنه لم يكتمل حينها، وعلقت "دانة": "مش مهم أنا كنت مبسوطة".
وهي في الصف السادس الابتدائي كانت تحاول رسم الشخصيات، لكنها لم تكن تصل للنسب المضبوطة، لكنها لم تيأس من المحاولة، وظلت تحاول كل يوم حتى نجحت في رسم شقيقها ونالت إعجابه.
كان لديها شغف بالرسم، وكانت تذهب إلى معارض مع شقيقتها سواء كانت مشتركه بها أو لا، وتوقفت عن الرسم لفترة، وعن السبب، قالت: "في المدرسة كانوا بيقولوا لي على معارض، وأقعد اشتغل وأرسم وفي الآخر ياخدوا مني الرسمة، ومعرفش حاجه عنها تاني، أو ألاقيها متعلقه في مكتب المديرة".
ثم توقفت عن الرسم في المرحلة الثانوية حتى وقعت في الحب، تقول دانة: "كنت بحب واحد وكان في يوم زعلان من حاجة، فقررت إني ارسمه علشان أفرحه، مع إني كنت مبطلة رسم بس رسمته مظبوط، اتفاجئ أوى لما شافها، وقال لي لازم ترجعي ترسمي تاني.. بس مرجعتش.. وانفصلت عن حبيبي بعدها".
حاولت بعدها تنمية موهبتها، وأن تفعل شيئا مختلفا، فبدأت رحلتها برسمة للفنان محمد منير باستخدام "النسكافيه"، ثم الفنان أحمد حلمي بخرز أحجار، وبدأت رحلة العمل في "الكافيهات"، والمطاعم عندما شاهدها صاحب مطعم وهي ترسم، وهي ترسم.
لكن هذا ليس هدفها، وتعلق: "كل ده في لحظه حسيت إنه مش هدفي، وإن هدفي الأول إن يبقى ليا اسم ولوح بأسمي وأفكاري وأسلوبي، مش مجرد إني أعمل شغل وأسلمه.. وعلشان كده بدأت أرسم زيت".
تعليقات الفيسبوك