يسعى الجميع إلى الشعور دومًا بالسعادة والراحة النفسية، لاسيما في ظل العديد من الأزمات والمشكلات الحياتية اليومية.
الطبيب والباحث في علم النفس العصبي، "ريك هانسون" يرى في حوار مع مجلة "ذي أتلانتك"، أن أدمغتنا مجهزة تلقائيًا للتركيز على الجوانب السلبية، ما يجعلنا نشعر بالضغط والحزن حتى وإن كان هناك العديد من الأشياء الإيجابية في حياتنا.
يقترح هانسون، ألا نتجنب التفكير في التجارب السلبية التي مررنا بها لاستحالة أدمغتنا تجاهلها، فلو حاولت أن تنسى التجارب السلبية والحزينة والفاشلة وإقناع الدماغك بها فلن تنجح إلا في مزيد من الغرق في تذكر تلك التجارب، لكن الحل يكمن في أن تقوم "بتدريبها" للتركيز على التجارب الإيجابية.
ويحدث ذلك عن طريق تخصيص وقت محدد ومتكرر للتفكير في التجارب الإيجابية، بهدف استدعاء أدمغتنا لها بصورة منتظمة في ما بعد.
ويقوم هذا الاقتراح على حقيقة علمية مفادها أن أنشطة التفكير المتكررة التي يقوم بها الدماغ تؤدي إلى تكوين بنية عصبية جديدة تجعل من هذه الأفكار أمرًا مسلمًا به لدى الدماغ، يستدعيها بصورة تلقائية.
المشكلة هنا، يقول هانسون، إن أدمغتنا "بارعة للغاية" في تكوين هذه البنى العصبية حول التجارب السلبية، لسرعة تعلمها من مراكز الألم وحرصها على عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى.
وعلى الجانب الآخر، يواجه الدماغ صعوبة نسبية في التعلم من التجارب الإيجابية وتحويلها إلى بنية عصبية يمكن استحضارها بسهولة.
جزء آخر من المشكلة يكمن في الوقت الطويل الذي يقضيه الدماغ في "وضع رد الفعل" الناتج عن مواقف تثير التوتر، كالضغوطات الحياتية التي نتعرض لها، وفق هانسون.
ويكمن الحل في العودة مرة أخرى إلى "وضع الارتخاء" الطبيعي والذي تعيشه بقية الكائنات الحية بصورة طبيعية، إذ لا تلجأ إلى "وضع رد الفعل" إلا في حالة وجود خطر يهدد حياتها، بينما أصبح يعيشه البشر بصورة مستمرة حتى وإن لم يكن هناك طارئ معين يؤثر بصورة سلبية عليهم.
تعليقات الفيسبوك