سامية جمال
ساحرة القلوب التي محت الصورة الذهنية السيئة عن الراقصات في مصر، دخلت عالم الفن قبل أن تكمل عامها العشرين، وتربعت على عرشه في فترة وجيزة، لتحصد سامية جمال خلال مسيرتها الفنية مجموعة من الألقاب تعددت بين "الفراشة" و"راقصة مصر الأولى"، و"برنسيسة الراقصات".
ولدت زينب محمود خليل أو مَن تُعرف سينمائيا بـ"سامية جمال" في 5 مارس 1924 ببني سويف، وعاشت أجمل أيامها بين أبيها وأمها حتى وفاة الأخيرة، لتبدأ رحلة من المعاناة مع زوجة والدها، فذاقت أشكالا مختلفة من العذاب على يد "مرات أبوها" حتى فرت إلى أختها الكبيرة في القاهرة، وبدأت تتعلم "الخياطة" من أختها وعملت في مصانع ملابس لتساعد شقيقتها وزوجها على المعيشة.
بمرور الوقت تعرفت سامية على إحدى الجارات التي كانت "مهووسة سينما"، حسب رواية الماكيير محمد عشوب، فجذبتها لمشاهدة فيلم، ولسوء حظها تأخرت على موعد رجوعها ما دفع زوج أختها لضربها ضربا مبرحا، فعقدت النية على الرحيل.
بعد فترة تعرفت على بديعة مصابني، مقدمة نفسها باسم "سامية جمال" وليس "زينب"، وأعطتها الفنانة الفرصة لتنطلق على المسرح، في المرة الأولى وقفت مذهولة لا تعلم ما عليها فعله، وكانت لأول مرة يخذل شخصًا بديعة مصابني، وأمرت بغلق الستار، لكنها تمسكت بها وجاءت لها بمدربين في الرقص الشرقي يعلمونها.
في المرة الثانية كانت ترقص سامية بـ"كعب جزمة عال"، كُسر مع أول خطوة، ما كان منها إلا أن خلعت الحذاء ورقصت على أطراف أصابعها وهي حافية، فأطلقوا عليها "الراقصة حافية القدمين"، والتحقت بعالم السينما منذ منتصف الأربعينات.
وصفت "الفراشة" الفنان الكبير فريد الأطرش بعد وفاته بـ"حبيب العمر"، رغم عدم زواجه بها بعد قصة حب شهدها الوسط الفني بأكمله وقتها، وقيل إن السبب كونه من الأمراء وهي "فلاحة"، وتزوجت رجلا أمريكيا أثناء تصويرها فيلم "وادي الملوك" الأمريكي هناك وعاشت في الولايات المتحدة عاما حتى انفصلا.
وخلال تصوير فيلم "الرجل الثاني" أحبت رشدي أباظة وتزوجا، وبعدت عن الوسط الفني 10 سنوات إلا ثلاثة أشهر تقريبا، وكان آخر فيلم تصوره قبل الانقطاع "زقاق المدق" وعادت بفيلم "الشيطان والخريف"، واعتزلت في أوائل السبعينات مرة أخرى، وتوفيت في 1 ديسمبر 1994.
تعليقات الفيسبوك