منذ 3 أعوام، قرر عدد من المزارعين السعوديين تنفيذ تجربة جديدة لأول مرة ببلادهم، وهي إقامة أكشاك بيع الخضراوات "من دون بائع"، التي لاقت تشجيعًا وإقبالًا كبيرًا من المشترين، وانتشرت في مناطق عدة بالمملكة، وطوال تلك الفترة لم يتعرضوا للسرقة أو تقص الأموال بحجم الخضراوات المعروضة، وفقًا لما أكده أصحابها لموقع "العربية . نت".
ومن بين هؤلاء المزارعين، قال علي الغامدي من محافظة "بلجرشي" بمنطقة الباحة، إنه ترك محله بأحد الشوارع الرئيسة من دون بائع، ليتولى المشتري عمليتي الشراء والحساب بوضع المبلغ في صندوق، واكتفى بتعليق لافتة "أنا أثق بمجتمعي"، واكتفى بتعليق لوحة تحدد سعر كل منتج، وإلى جانبه صندوق مغلق يستطيع المشتري وضع النقود فيه، فيما وضع آلة حاسبة لمساعدة المشتري في حساب أسعار ما اشتراه، ليتفرغ لأعماله في المزرعة.
ونفذ الفكرة أيضًا "أبووجد"، وهو موظف حكومي كان يبحث عن عمل إضافي، موضحًا: "بالصدفة كنت أتابع صاحب مبادرة فرساي للاستشارات خالد محمد، وكان يتحدث عن فكرة مشروع بيع الأمانة والثقة، وتدور فكرته حول عرض منتجات للزبائن من دون وجود البائع، فقررت فتح المحل"، مضيفًا أنه خلال أسبوعين من افتتاح مشروعه لم يتعرض إلى السرقة أو التخريب، بل زاد ربحه، حيث يجد بالصندوق مبالغ تفوق أحيانًا قيمة المبيعات، وهو ما يدل، في رأيه، على الأخلاق العالية وحسن الأمانة، ويدل على طبيعة المجتمع، التي تحتاج لمن يقوم بإظهارها وتشجيعهم على الخير.
فيما انتشرت الفكرة بشدة في الأونة المؤخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صور أحد المارة مقطع فيديو في ساعة متأخرة من الليل لكشك من دون بائع، مدونًا "ترمي الفكرة إلى أهداف سامية يمنحها البائع للمشتري، وكأنه يثق في جميع المشترين بعدم السرقة أو الغش"، فيما قال آخر: "الفكرة بدأت تنتشر بين مناطق ومحافظات المملكة في خطوة جديدة لنشر ثقافة أخدم نفسك بنفسك، إضافة إلى تنمية وتهذيب مخافة الله ومراقبته في نفوس السكان".
بدأت تلك الفكرة في بادئ الأمر بأسواق شعبية في دول غربية وآسيوية مثل "كندا، وألمانيا، والسويد، وماليزيا"، ولم تصدر الجهات المسؤولة تصاريح لهذه المشاريع، ولكنها لم تمنعها، بينما تسعى جهات رسمية سعودية إلى تعميم مثل هذه الأفكار وإنشاء أسواق للشبان والفتيات لإنشاء مشاريعهم وفق مبدأ "بيع الأمانة والثقة" في عدد من المدن السعودية، ومن أهم مميزاته سهولة إنشاء المشروع وبساطة كلفته، فيما لا توجد كلفة تشغيلية، مثل "الإيجار، والرواتب وغيرها"، كما توفر أرباحًا صافية تراوح بين ثلاثة آلاف إلى تسعة آلاف ريال شهريًا.
تعليقات الفيسبوك