اقترن اسمه بنجيب محفوظ، حيث نجح في ترجمة رواياته إلى سيناريوهات خلدت ذكراه في تاريخ الفن المصري، كما لم أي يفعل كاتب سيناريو من قبل، حيث تعاونا في أعمال عدة، ومنها "حديث الصباح والمساء"، و"بين القصرين".
وعلى الرغم من أن محسن زايد، الأديب والمؤلف وكاتب السيناريو، قد يكون لديه رصيد أعمال قليل نسبيا، حيث تتعدى الـ17 عملا، سواء في السينما أو على الشاشة الصغيرة، إلا أن الأعمال العظيمة تقاس بالكيف وليس بالكم، فالراحل كان له الكثير من الأعمال التي شكلت تاريخ السينما والتليفزيون، ومنها مسلسل "حديث الصباح والمساء"، فيلم "السقا مات"، فيلم "حمام الملاطيلي"، مسلسل "السيرة العاشورية".
تناول زايد خلال سيناريوهاته، تاريخ مصر السياسي والاجتماعي من خلال 3 شخصيات، هم "الشيخ عطية القليوبي" الأزهري الوطني الذي يشارك في الثورة العرابية، و"عزيز المصري" ناظر سبيل "بين القصرين"، الفقير الذي يتطلع إلى العدل الذي ستحققه الثورة، و"عطا المراكبي" الذي أنجب ولدين من زوجته الثرية، ويوضح السيناريو المقتبس من رواية نجيب محفوظ، كيف اتحدت الشخصيات الثلاث بأبنائهم وعائلاتهم ومصالحهم، للحفاظ على الوطن والدفاع عنه.
رغم تعدد الأعمال التي كانت مستوحاة من رواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ، إلا أن مسلسل "السيرة العاشورية" الذي اقتبسه "زايد" عن الرواية نفسها، كان أبرز ما قُدم عن هذه الملحمة، حيث تناول المسلسل شكل البطل الشعبي من خلال سيرة عاشور الناجي، على أجزاء عدة، حيث يمثل رمزا للعدل والرحمة وإنصاف البسطاء، وتأثر الحارة الشعبية بفكرة البطل الشعبي والمنقذ.
وكتب زايد سيناريو مسلسل "بين القصرين"، من قصة الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ، حيث عرض المسلسل ما كانت عليه الأحوال السياسية قبل ثورة 1919، من خلال التركيز على حياة أفراد السيد أحمد عبدالجواد، وعرض التناقض بين الحزم الشديد الذي يتبعه السيد داخل منزله، وحياة الترف واللهو التي يتبعها داخل المنزل.
تعليقات الفيسبوك