غالية بن علي
"الأرواح التي لا ينقطع وصلها".. إذا كنت من محبي ومتابعي المغنية التونسية غالية بن علي، تدرك مدى ارتباطها بهذه الجملة، التي كثيرا ما تعبر بها عن حبها لكل ما ترى فيه جمالا، بدءا من أقاربها ومقربيها وحتى الموسيقى والأغاني وكل ما له صلة بالفن، الذي امتزجت به قلبا وقالبا لتكون به "غجرية" رقصت على قلوب السامعين وأحدثت ضجيجا فضلّوا ألا ينقطع وصله.
في إحدى حفلاتها، وبينما يعم الهدوء، طربت قلبك وهي تغني ببحة صوتها "خايف لا الغربة تحلالك.. والبعد يغير أحوالك" بأدائها الذي غلبت عليه الطبعة التونسية حيث نشأت، والذي جعل الأغنية وكأنها أخرى غير التي غناها المطرب الكبير محمد عبدالوهاب، ومع ميلها وهي هائمة تذوب بين فقاعات الموسيقى تغني "الليل وهواه ونجومه وقمره، قمره وسهره، وأنت وأنا.. يا حبيبي أنا، يا حياتي أنا"، لم تدرك غالية أن حضور حفلة واحدة لها يكفي أن يجعلها من تلك الأرواح التي لا ينقطع وصلها.
بين تونس وبلجيكا والفن نشأت وعاشت غالية، فنمت أذانها وهي تستمع للأغاني الفرنسية وتدندن مع نجوم الزمن الجميل المصريين، وتنتبه للأنغام السورية والعراقية، إلا أن الفن التونسي يبقى هو الأصل في غنائها، وتمزج معه مختلف الثقافات العالمية، فبرعت في إبراز موهبتها وصقلها وهي تغني بمنتهى الحماسة على المسرح، بشدة صوتها وتطاير شعرها الغجري، الذي ميزها عن باقي مغنيات جيلها.
أم كلثوم وعبدالوهاب ولطفي بوشناق وصباح فخري وغيرهم تأثرت بهم غالية، وحرصت على الغناء لهم في حفلاتها، إلى جانب أغانيها الخاصة، التي جمعنا معظمها في "بلاي ليست" نقدمها لكم، حيث يمكنك الاستمتاع بها في يوم دافئ لا ينقطع فيه وصل غالية.
تعليقات الفيسبوك