يستهوي طريق السفر أغلب المسافرين سواءً لعملهم في بلاد مختلفة عن التي يقطنون بها أو لحبهم اكتشاف أماكن جديدة، وفي كل منطقة هناك تركيبات جغرافية تميزها، فلا يمكن السير في طرقات إفريقيا دون تخيل الحيوانات على قارعة الطريق تزينه مثل لوحة فنية آتية من عصور قديمة، كذلك لا يمكن تخيل طرقات آسيا دون قبعات كبيرة وأفيال وأوراق شجر كبيرة.

لكن وتحديدا في السعودية يصعب تخيل طغيان الطبيعة على الحياة العادية سوى في الجبال والصحاري الواسعة، فهي أكثر ما يميز هذا البلد، وهو أمر ليس صحيح، فعلى جانبي الطرقات في الجنوب نجد القرود التي لا تكف عن اللعب والشجار في مشهد يأخذك إلى غابات السافانا.

يعد البابون من أكثر أنواع القردة  شراسة وينمو شعره الكثيف على أنحاء جسده، وتجد تلك القرود وخاصة نوع "القدسة" منها يلهو ويلعب في جنوب المملكة، بمنطقة الحريضة على طول الطريق الدولي "مكة – اليمن"، فيجبرك على الوقوف والتمتع قليلا بهذا المشهد النادر.

اعتاد السعوديون على تلك القرود وهي تعيش في الجبال وعلى الطرقات لا يوجد حولها سياج، ولا توضع داخل حديقة حيوان، لذلك تحرص المملكة على إصدار بيانات وتعليمات كل حين للتعامل مع تلك القرود.

فوفق بعض الصحف السعودية، حذر المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية من ملامسة قرود البابون بسبب حملها أمراضا طفيلية، وكذلك عدم تقديم لها أي نوع من أنواع الطعام لأنها تتعود على ذلك الطعام ما يؤدي لتطفلها فيما بعد على الأشخاص المارين من الطرق التي تتواجد فيها وتتحول تدريجيا من حيوان بري إلى مستأنس.

ويبدو أن تواجد تلك القرود على الطرق السريعة في السعودية أصبح أمرا غير مرغوب فيه، فوفق الصحف السعودية، تلك القرود بدأت أعدادها في التزايد ما أدى إلى مضايقة قائدي السيارات على الطرق السريعة، وإمكانية نزول الأطفال للعب معهم وبالتالي خطر الانزلاق من على منحدر جبلي.

ووفق الصحف السعودية، فالبابون يتطفل على مزارع المواطنين وأماكن النفايات المجاورة للمنازل بحثا عن الطعام، ما دفع بعض الأسر لإبادة أنواع منها إبادة جماعية بالكهرباء والسم، وهو ما لقى معارضة من أصحاب القلوب الرحيمة الذين رفضوا هذا الفعل ووصفوه باللا إنساني.