​

حين وصفه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، بأنه الموهوب الذي تمتاز ألحانه بالرشاقة والخفة والجمل العشرية الجميلة، ربما كان يقصد تلك الأنغام التي تخرج من عوده لتصل إلى قلوب مستمعيها قبل آذانهم، غير أن "بليغ حمدي"، الملقب بـ"بيتهوفن الشرق"، لم يكتف بسماع ألحانه يشدو بها غيره، وقرر أن يستخدم عذوبة صوته في أداء الكثير من ألحانه التي ربما زادها رونقا بعد أن غلفها بصوته.

{long_qoute_1}

في الذكرى الـ85 لميلاده، تعرض "الوطن" عددا من الأغنيات التي سجلها الموسيقار بليغ حمدي لعشاقه بصوته، والتي كان لكوكب الشرق أم كلثوم نصيب الأسد منها، رغم أن "بيتهوفن الشرق" لم يحظ سوى بتلحين 10 أغنيات لسيدة الغناء العربي، كان على رأسها "ألف ليلة وليلة، وسيرة الحب، أنساك، ورباعيات الخيام".

 

 

 

 

 

الصداقة الوطيدة التي جمعت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، بالموسيقار "بليغ حمدي"، تجلت في البروفات الخاصة التي جمعتهما، فالعندليب كان يثني دائما على صديقه الذي يغني أمامه اللحن مرارا من أجل تحفيظه له، ما دفع "حليم" للتصريح في حوار مع الإذاعي الراحل وجدي الحكيم باقتناعه الشديد بـ"بليغ حمدي" كمطرب.

 

 

 

"رفيقي في الحياة ورفيقي في مسيرتي الفنية".. كانت تلك هي كلمان النجمة وردة الجزائرية، حين وصفت زوجها وأقرب الناس لقلبها، في أثناء تقديمها له على المسرح خلال إحدى حفلاتها بالجزائر، قبل أن يأتي الدور عليه ليبين مقدارها في قلبه، ليشدو "بليغ" بصوت يملأه الشجن "خليك هنا خليك.. بلاش تفارق"، قبل أن يغني لها "بودعك وأودع الدنيا معك" الذي كان آخر ألحانه قبل أيام قليلة من رحيله.

 

 

المرحلة الأخيرة في حياة الموسيقار بليغ حمدي، ظهرت فيها نجوم شابة تلألأت في عالم الغناء بفضل ألحانه، على رأسها ميادة الحناوي التي لحن لها "أنا باعشقك"، ثم قرر أن يغنيها بصوته، غير أن تلك المرحلة من حياته كان الحزن طابعا أصيلا فيها، ما دفعه لغناء لحن "القمر مسافر" تعبيرا عن ألمه الشديد لمغادرته مصر، ومكوثه فترة طويلة في لندن.