يسعى الفنان التركي صالح زكي تكين (64 عاما)، لإعادة إحياء فن الحفر على الخشب باستخدام الأساليب اليدوية، الذي طوره السلاجقة في الأناضول التركي، ولاقى انتشارا كبيرا في العهد العثماني، وتعريف العالم به عبر تنظيم معارض لمشغولاته الفنية، في عدة مدن حول العالم.
وبدأ تكين رحلته مع فن الحفر على الخشب، بعد تأثره برائحة الأخشاب لدى مروره بأحد النجارين، خلال دراسته الإعدادية، وكان في البداية يحفر الأشكال الفنية التي كانت منتشرة خلال العهدين السلجوقي والعثماني.
وشهدت مسيرته الفنية انعطافة مهمة، خلال دراسته الجامعية، حيث شاهد في أحد مساجد مدينة إسطنبول، التي كان يدرس فيها الهندسة المعمارية، لوحات خط عربي محفورة على الخشب، ومن ثم انتقل إلى هذا الأسلوب الفني.
وفي حواره مع "الأناضول"، أشار تكين إلى أنه لا يستخدم التكنولوجيا الحديثة أبدا في أعماله، حيث يكتب لوحات الخط بنفسه على الخشب، ويحفرها باستخدام الإزميل، بنفس الطريقة التي كانت تتبع في العهدين السلجوقي والعثماني، كما يختار لأعماله الفنية قطع خشبية قديمة، قد يبلغ عمرها أحيانا مئات السنين، يبذل جهدا كبيرا للحصول عليها.
ويبدي تكين أسفه لندرة من يعملون في الحفر على الخشب، بخاصة من يحفرون لوحات الخط العربي، ويحاول نشر هذا الفن، عبر تنظيم معارض لأعماله لتعريف الناس، بخاصة الأجيال الجديدة عليه.
ونظم تكين حتى الآن 8 معارض، أولها كان في مدينة إسطنبول، وآخرها في مسقط رأسه في "بايبورت " شمال شرقي تركيا، كما سينظم في الفترة المقبلة معارض في دبي والرياض وقطر وبرلين ونيويورك.
وعن الوقت الذي يستغرقه في الانتهاء من عمل فني واحد، أوضح تكين أنه يتفاوت بشكل كبير حسب اللوحة ونوع الخط، حيث إن خط الرقعة أكثر سهولة على سبيل المثال، في حين أن خط الثلث أكثر تعقيدا ويستغرق وقتا أطول، قائلا إن بعض لوحاته الفنية يستغرق الانتهاء منها 20 يوما، في حين قد يستغرق أكثر من 3 سنوات للانتهاء من عمل آخر.
وأشار تكين إلى أنه سيشارك بعدد من أعماله، في معرض سينظم في ليلية القدر، بشهر رمضان المقبل، عند افتتاح مسجد "تشاملجا" في الجزء الآسيوي من إسطنبول، والذي يعد المسجد الأكبر في تاريخ الجمهورية التركية.
تعليقات الفيسبوك