تلقى "سُّبحات بيلاجيك" التركية رواجاً وطلباً كبيراً في الأراضي المقدسة، لدقة حرفتها، وأصالتها التاريخية، التي تعود إلى العهد العثماني.
وتُصنع "سُّبحات بيلاجيك"، التي تحمل اسم الولاية التي تنتجها، من ثمار شجرة الكوكا المستوردة من البرازيل، وتحتاج صناعتها لحرفية في الأداء ومهارة في الصنع.
ويَقرنُ ظفر سيّار، المشرف على صناعة السُّبحات، في بيلاجيك، في حديثه للأناضول، صناعتها بالقيمة المعنوية التي تحملها، قائلاً: نحن نعلم القيمة المعنوية التي تحملها هذه السُّبحات، واستناداً لهذه القيمة نقوم بصنعها، "ونسكب مقابل صنعها عرق الجبين ونور العين".
ويوضح "سيار" أنَّ تلك الصناعة حرفة تبنتها عائلته، وبدأت بورشة من ثلاثة أشخاص في منطقة ريفية، لتكبر ويصبح عدد العمال فيها 9 أشخاص حالياً، بمركز قضاء "عثمان إلي" بولاية بيلاجيك، نظرا للإقبال المتزايد عليها داخل تركيا وخارجها، ومازالت أسرة هذه الحرفة تكبر يوماً بعد يومٍ.
ويشير "سيار" إلى أنَّ السُّبحات تصنع من ثمار شجرة الكوكا، المستوردة من البرازيل، قائلاً إن ثمار هذه الشجرة كانت تستخدم في الخلطات الطبية والأدوية في العهد العثماني لأنها مضادة للبكتيريا، وهي من الثمرة المستخدمة كثيراً في يومنا هذا بالمجال الطبي.
ويلتف إلى أنَّه كان لزاماً على الأطباء، إبان الخلافة العثمانية، حمل سُّبحات مصنوعة من ثمار الكوكا، حتى يتسنى لهم زيارة السلطان العثماني، ومن لا يحمل تلك السُبحة، لا يمكنه الدخول، والسبب يعود إلى اعتقادهم بأنَّها تحمي اليد من الجراثيم والبكتيريا.
ويشير "سيار" إلى أن هذا النوع من السُّبحات، يزداد لمعانًا بقدر ما يُسبح بها المرء، فبعد الانتهاء من صنعها تبدو شاحبة، وتتألق كلما تحركت بين أنامل صاحبها، كما أنَّ التسبيح يريح الإنسان من الجانب النفسي وتخلصه من ضغوط الحياة.
وحول مراحل صناعة السُّبحات يقول "سيار": "نقوم أولاً بعملية الثقب، فالتكوير، فالحف، ثم الدهن وبعدها التلميع، لتأخذ الحبات شكل اللؤلؤ، وأخيراً نقوم نرصفها جنبا إلى جنب بواسطة خيط خاص".
وبشأن حجم الإنتاج يقول "سيار" إنهم يصنعون 12 ألف سُبحة شهرياً، مضيفاً: "نفكر في زيادة إنتاجنا نظرا للإقبال المتزايد عليها داخلياً، وخارجياً وبالأخص في أسواق المملكة العربية السعودية".
تجدر الإشارة إلى أنَّ المتاحف التركية تحوي سُبحات مصنوعة من ثمار شجرة الكوكا يعود تاريخها إلى 400.
تعليقات الفيسبوك