بليغ ووردة .. قصة حب
انفصلت عن عالمها حين رآته يقترب من بعيد، توقفت عن الغناء وسط ذهول جمهورها، تدعوه أن يصعد خشبة المسرح، لتقبله وعينها تدمع شوقًا، فتدرك حينها نظرات الحاضرين فتبرر لهم في المايكروفون "ما شوفتوش من شهر.. شهر ما شوفتوش"، مشهد طغت عليه قصة الحب العنيفة بين بليغ حمدي والفنانة وردة الجزائرية، تفاصيل قصة حبهما تحمل الكثير فلم تتزوج وردة بعد انفصالهما، واعترف بليغ أنه لم يحب في حياته سوى وردة.
"تخونوه" أدخلت بليغ حياة وردة لأول مرة، وظلت تنتظره حتى التقت به في منزل الفنان محمد فوزي، وتقابلا معًا أثناء تصوير فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، ثم لحن لها بليغ أغنية "يا نخلتين في العلالي"، لتكون بداية علاقتهما الفنية والعاطفية، وعلى الرغم إثبات بليغ لعبقريته في كل أغانيه مع أصوات عدة، كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة، وفايزة أحمد وصباح ووديع الصافي وميادة الحناوي وشادية، إلى أن حقق مع الفنانة وردة ثنائي فني شهير.
ظل بليغ يعشق وردة وصوتها لسنين عدة، 9 سنوات مرت عليه دون أن يراها، عانى خلالها كثيرا من ألم فراقها، وكتب مطلع أغنية "العيون السود" التي أكملها صديقه الشاعر محمد حمزة ولحنها هو، فقد رفضه والدها وأجبرها أن تتزوج "جمال قصري" ضابط جزائري، وأنجبت منه والدين "رياض ووداد"، واعتزلت الغناء حتى أرسلت وزارة الإعلام الجزائرية لبليغ قصيدة لعيد الاستقلال، دون أن تحدد له من سيغنيها، في البروفات تفاجأ حين رأى وردة هي من ستغنيها في العيد العاشر لاستقلال الجزائر، بالرغم من معارضة زوجها عودتها للفن، وكانت آخر كلمات بليغ لها قبل مغادرة الجزائر "حرام عليكي تحرمينا وتحرمي جمهورك من فنك.. يا ريت تراجعي حساباتك"، حسب روايتها في أحد اللقاءات التليفزيونية.
في نفس العام الذي التقيا فيه، عادت وردة لمصر بعد انفصالها عن زوجها بسبب إصرارها على عودتها للغناء كما أوصاها بليغ، وكان هو أول المستقبلين لها في مطار القاهرة، بدآ سويًا طريق عودتها، فغنت له في حفل "أضواء المدينة" أغنيتين من ألحانه "العيون السود" التي جسد بها بليغ قصة حبه لها، و"والله يا مصر زمان".
وصفت الفنانة وردة بليغ بأنه غير ملتزم بالمواعيد، وذلك أثناء حديثها عنه ببرنامج "دندنة"، فقد صدمت حين تأخر بليغ عن موعد خطوبتهما، وعلمت أنه نسي الخطوبة وسافر إلى بيروت في عمل مهم، فكانت وردة تعرف أن عشق بليغ لعمله وفنه يؤثر على حياته.
لم يستطيع بليغ إخفاء عشقه لوردة حتى عن جمهوره، فاهتمامه بها خاصة في حفلاتها لم يوقفه كونه ملحن كبير أن يقود الفرقة الموسيقية خلف وردة، ومع غيرة الفنانات منها طالتهما شائعات عديدة، إلى أن تزوجا عام 1972م، زواجا استمر 6 سنوات أصبحت وردة خلالها محور أعماله، فغنت مجموعة كبيرة من ألحانه مثل حكايتي مع الزمان وبلاش تفارق وطب وأنا مالي.
كان نهاية زواجهما صدمة لم يتحملها بليغ، فظل يتنقل بين أثينا ولندن، حتى يوم ميلاده، الذي انتظر فيه رسالة منها، إلا أن وردة لم تهنئه، فكتب لها أغنية "بودعك" أنهى بها زواجهما وفنهما معًا، وظل بليغ يذكرها حتى قبل رحيله بأيام معدودة، فكان ضيفا في البرنامج الإذاعي "ورد وشوك" فقال إنها شكلت بفنها وبصوتها وبجمالها أكبر وأصدق حب في حياته، فعبرت وردة عن مدى حبها "صادفت الحب الحقيقي في حياتي مرتين، الأولى مع أولادي، والثانية مع بليغ حمدي".
تعليقات الفيسبوك