يُعرف عنه مهارته وإتقانه ومواعيده المنضبطة فى العمل، فى تمام الثامنة صباحاً، يكون جالساً على مكتبه يمارس عمله بحماس، وذلك على الرغم من إصابته بانسداد فى البلعوم وتركيب جهاز للتنفس وتناول الطعام، حتى أطلق عليه زملاؤه «الموظف المثالى»، لرفضه الحصول على إجازة مَرَضية.
محمد خليل، 57 عاماً، موظف فى إحدى الهيئات الحكومية، بمحافظة بورسعيد، يجلس بين زملائه والمواطنين الذين يترددون عليه، وهو يضع جهازاً طبياً على أنفه، متصلاً بأنبوب يتناول من خلاله الطعام، سائلاً: «الناس كانت بتستغرب من شكلى، بعد كده اتعودوا، وبيثقوا فى شغلى جداً».
"خليل": رفضت الإجازة المرضية.. ولا أحب "الرقدة فى البيت"
لا يتوانى «خليل» عن إنهاء مصلحة مواطن أو مساعدة زميل، ودائماً ما يقدم مبادرات مختلفة لتطوير العمل، وعلى الرغم من مرضه المستمر منذ 3 سنوات، فإنه لم يحصل سوى على إجازة مرضية مدتها 3 شهور: «فى الشغل قالوا لى ليك حق إنك تطلع مرضى، يا إما تطلع معاش عجز وأنا مش موافق لأنى بحب الشغل وما أقدرش أقعد فى البيت، ده أنا ممكن أموت فيها».
أحياناً يشعر «خليل» بالإجهاد والتعب، لكنه لا يستسلم ولا يغيب عن عمله سوى فى العطلات الأسبوعية والرسمية: «فى الأول ماكانوش بيوافقوا يدونى شغل كتير وبيعاملونى معاملة خاصة، ده ضايقنى جداً وحسسنى أنى أقل منهم أو ما أقدرش على الشغل، فأثبت لهم العكس، بالتزامى وشغلى»، مؤكداً أن ذلك ساعده معنوياً كثيراً: «أنا راضى بكل حاجة، ناقصنى بس أنى أدوق طعم الأكل، وحشنى».
تعليقات الفيسبوك