حبوب الغلال، هي واحدة من الوسائل التي يستخدمها البعض لحفظ محصول القمح من التسوس وحمايته من أي حشرات ضارة قد تؤدي إلى فساده، ولكن تلك الحبة الصغيرة تحولت في بعض الأحيان إلي قابض لأرواح هؤلاء الذين تناولوها بالخطأ أو أولئك الذين هانت عليهم الحياة فقرروا الانتحار.
في أقل من أسبوعين حصدت تلك الحبة الصغيرة أرواح 8 أشخاص في أعمار سنية مختلفة من محافظة المنوفية بعدما تناولوا حبوب الغلال أو أقراص حفظ القمح السامة كما يطلق عليها ورغم نقلهم إلي المستشفي الجامعي إلا أن محاولات إنقاذهم جميعا باءت بالفشل .
الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، قال إن خطورة تلك الحبوب تعود إلي احتوائها علي "فوسفيد الألمونيوم" ويطلق عليه "القاتل الصامت"، موضحا أنه وبرغم أن كل المبيدات تعتبر سامة ، إلا أن خطورة هذا النوع تكمن في أنه يخرج منه غاز "الفوسفين" الذي يسبب الوفاة.
ووصف فهيم حبة الغلة بأنه: "خطر جدا وسريع وفعال في التخلص من الحشرات ومن البشر"، حيث إن الناس يستخدمونه للحفاظ على المحصول وتأثيره لا يظل على القمح قائلا إن المشكلة في التداول الخاطئ له: "واحد بيجيب حبوب غلة زي كده ويطلعوا بره العلبة بتاعته ويسبهم وده مبيد فيتساموا يعني بيطلع غاز منه مجرد ما يحتك بالهواء يكون عديم اللون والرائحة سام جدا في الأماكن المغلقة".
وأضاف أستاذ التغيرات المناخية، أن هناك حظر تداول لتلك الحبوب إلا تحت اشراف من وزارة الزراعة وذلك نظرا لاستخدام البعض تلك الحبوب في الانتحار أو القتل ، وما يزيد الأمر تعقيداً أنه لا يوجد، أي مضاد للتسمم أو ترياق لهذا الغاز ولا حتي يفيد معه إجراء غسيل للمعدة لأنه يزيد جدا مع المياه والرطوبة، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية، ويستطيع قتل ضحاياه في صمت..
فيما قالت الدكتورة نشوى المهدى استشاري السموم بالمركز القومي السموم، إنه وعلي مدار الأعوام القليلة الماضية تردد عليهم عدد من حالات تناولت تلك الحبة، مشيرة إلي أن 80% منهم توفوا قبل أن يصلوا إليهم بسبب التأخر في احضارهم للعلاج أو التعامل معهم بشكل خاطىء أثناء اسعافهم من قبل أقاربهم .
وشرحت " المهدي" أن بعض الحالات يشربون المياه أو مياه بملح بعد حصولهم على حبة الغلة وهو تصرف خاطئ بشكل كبير موضحة: "مش بيتلحقوا عشان عقبال ما بيجوا بيدوهم حاجات غلط المفروض في الحالات دي محدش يدي حاجة من دي المريض نفسه ميشربش مية عشان بتأثر عليه".
وتؤدي حبوب الغلة إلى انخفاض ضغط الدم بشكل كبير وفقا لوصف المهدي: "وأوقات بندي محاليل وأدوية وجسم الشخص مش بيستجيب عشان كده بيموتوا بسرعة وبيموتوا قبل ما يوصلوا عقبال ما يكتشفوا هما اخده إيه وأغلبيتهم من المحافظات مش عارفين يعملوا إيه فعقبال ما يوصلوا مش بيكملوا".
وتابعت المهدي " يمكن انقاذ الشخص الذي تناول هذا النوع من الحبوب في الفترة بين ساعتين إلي 6 ساعات بعد تناوله لها مباشرة قائلة "أهم حاجة في الموضوع انخفاض الضغط عشان كده لازم نرفع الضغط بمحاليل بس لازم أدوية تانية طبعا مع المحاليل والمفروض ياخد مضادات معينة حتى لا يتحول اللي جوه معدته لغاز الفوسفين اللي بيسبب الأعراض بتاعته".
طرق الوقاية من غاز الفوسفين
شرح "فهيم" أن هناك طرق للوقاية من أضرار حبة الغلة وتجنبها وهي من خلال "الابتعاد عن مصدر الرائحة، الاتصال بالإسعاف على الفور في حال التعرض له، محاولة احتواء تسرب الغاز قبل أن ينتشر في المكان، خلع الملابس وغلقها جيدا في حقيبة بلاستيكية، غسل جلد الشخص لإزالة الغاز وتقليل خطره، وفي كل الأحوال الذهاب إلى المستشفى حتى في حالة الشك".
تعليقات الفيسبوك