يجوب شوارع محافظة البحيرة بمزامير بأشكال وألوان مختلفة، مطلقاً أنغاماً تجذب الأطفال لسماعها وشراء نفس آلته الموسيقية لتقليده، ثم يكتشفون صعوبة الأمر، فالعزف على المزمار يتطلب موهبة ودراسة، وليس مجرد تقليد عشوائى.
يحكى محمد جابر، الملقب بـ«محمد حلاوة»، والمقيم فى منطقة نجع العرب بالإسكندرية، حكاية مع بيع المزمار «البلدى»: «تعلمت العزف على المزمار من البدو المقيمين بنجع العرب حينما كنا أطفالاً، كانت الأراضى المحيطة بالنجع مزروعة بالبوص الكثيف، وكنا نذهب لإحضاره وتجفيفه واستخدامه فى العديد من الصناعات، منها الطائرات الورق وصنارة صيد الأسماك وأشكال الزينة والمزمار، وكنت أهوى الجلوس مع كبار العازفين بالنجع، وأُعجبت كثيراً بأسلوبهم وأنغامهم، وطلبت منهم تعلُّم العزف وصناعة المزمار».
حفالش أبوالسويطية، رجل مسن من نجع العرب، كان له فضل على «محمد»، حيث استجاب لرغبته فى التعلم، بشرط أن يذهب له يومياً بعد صلاة العصر: «كنت نعم التلميذ المطيع حتى تعلمت وأتقنت العزف على المزمار، وأرسلنى إلى أحد شباب النجع، وطلب منه أن يعلمنى صناعة المزمار».
منذ ذلك الوقت يجوب «محمد» شوارع محافظتَى الإسكندرية والبحيرة، يعزف الأنغام على المزمار، ويجذب الأطفال والكبار للشراء منه، منذ أن كان المزمار الواحد بـ«تعريفة»، حتى وصل إلى خمسة جنيهات، ولا يوجد له مصدر آخر للرزق: «باصنعه بنفسى من البوص العربى بعد تقشيره وتجفيفه إلى أقصى درجة، ثم تأتى مرحلة شق الفتحات به وتقسيمه إلى ٣ قطع، العمود الهوائى والمبسم والبالوظ، وهو الذى يُخرج الصوت، وبعدها يكون المزمار جاهزاً للعزف».
أدمن «محمد» العزف على المزمار، ولا يترك مولداً أو حضرة إلا وقصدها لسماع أصوات المنشدين وعزف العازفين.
تعليقات الفيسبوك