بقدمين أصابهما شلل الأطفال منذ الطفولة، يتنقل بخطوات بطيئة، بين المنازل وتجمعات أبناء قريته، يبحث بينهم عن الأشخاص الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، يسجل عددهم بعد تحديد مستواهم داخل دفتر ورقى يلازمه، ليبدأ معهم رحلة محو الأمية بتعليمهم القراءة والكتابة داخل فصله الخاص بالمجان.
يعمل مقابل 80 جنيهاً فى الشهر: أحسن من قعدة البيت
منذ 9 أعوام، حصل أحمد جنيدى، على شهادة دبلوم تجارة، باحثاً عن فرصة عمل ضمن فئة الـ5٪ فلم يجد أمامه فرص سوى الانضمام لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار فرع محافظة الفيوم التى ينتمى إليها بمقابل رمزى 80 جنيهاً فى الشهر، وهى مهمة يعتبرها أفضل من البقاء فى المنزل دون عمل: «لقيت نفسى فى مساعدة الناس وتعليمهم القراءة والكتابة، الموضوع متاح بالنسبة ليّا، الصعب فيه موضوع الحصر عشان بيتطلب منِّى التنقل كتير وبيبقى صعب على رِجلى».
داخل إحدى الغرف التابعة لمنزله فى مركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، يستقبل صاحب الـ31 عاماً تلاميذه بدايةً من عمر 18 عاماً لما فوق، يبدأ معهم التعلُّم بكيفية قراءة الحروف الهجائية وتكوين الكلمات وقراءتها مقابل الحصول على شهادة الابتدائية التى يسعى أغلبهم إليها لاستخراج رخصة القيادة: «باعلّمهم على سبورة وأنا قاعد عشان ماقدرش أقف فترة كبيرة، الدورة كلها بتبقى 3 شهور واللى مستواه بيبقى متوسط بيدخل لجنة خاصة وممكن ياخد الإعدادية على طول».
يأمل «أحمد»، الذى علَّم أكثر من 150 فرداً القراءة والكتابة، بعد تعيينه بالهيئة بشكل رسمى، أن يتم تخفيف عبء التنقل بين القرى لحصر غير المتعلمين لصعوبة حركته أو توفير وسيلة مواصلات ترافقه طوال ساعات الحصر: «لما اتعيّنت ما كُنتش من فئة الـ5٪، اتعينت كأنى شخص عادى وباعمل كل المهام دون النظر لإعاقتى».
تعليقات الفيسبوك