الآن يمكن لسكان الأرض مشاهدة كوكب المريخ كاملا، فبحسب علماء الفلك بدأت ظاهرة "اقتراب المريخ من الأرض" في العاشرة مساء الثلاثاء بتوقيت القاهرة، على أن تستمر لشهرين مقبلين.
مدير مركز الفلك الدولي في أبوظبي محمد عودة، قال إنه يمكن لسكان العالم والمنطقة العربية رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة، مساء الثلاثاء، بعد اقترابه إلى أقرب نقطة له من الأرض، إذ يبعد عنها مسافة 57.6 مليون كيلومتر.
كيف تشاهد المريخ بالعين المجردة؟
عودة أضاف، بحسب "سكاي نيوز": "سيكون الكوكب الأحمر واضحا، وسيستمر اقترابه من الأرض لفترة قد تستمر لشهرين مقبلين". وبحسب عودة، يمكن لمن يريد رؤية كوكب المريخ، بعد غروب الشمس وحلول الظلام، النظر فوق الأفق الشرقي ليراه كجرم برتقالي أو أحمر لامع.
وأوضح أن ظاهرة اقتراب المريخ من الأرض لا يمكن أن تبدأ وتنتهي في وقت محدد، "فهي تظل لمدة شهرين تقريبا، وخلال هذه الفترة يمكن للعالم رؤيته بالعين المجردة".
ووفقا لمركز الفلك "تسمى هذه الظاهرة بالتقابل، حيث يكون الكوكب والأرض والشمس على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف، وهذا يعني أن الشمس والكوكب يكونان متقابلين في السماء، وما أن تغيب الشمس في جهة الغرب إلا ويشرق الكوكب من جهة الشرق".
كانت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) قد ذكرت أن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية الأفضل لمشاهدة الظاهرة الفلكية، حيث سيصبح الكوكب الأحمر مرئيا في معظم أجزاء الهند، وإن لم يكن واضحا بالقدر نفسه في جنوب أفريقيا وأستراليا ودول أمريكا الجنوبية.
ونصحت ناسا المهتمين بالظاهرة الفريدة باستخدام تلسكوب بعدسة كبيرة (من 6 إلى 8 بوصات)، لكن عودة قال: "المريخ دائما يمكن رؤيته بالعين المجردة، ولكنه عندما يقترب من الأرض يكون ألمع وأوضح".
كان مركز الفلك الدولي قد ذكر، في بيان سابق له، أن الفرص المواتية لرصد المريخ في يونيو ويوليو وأغسطس. وبالفعل، بدا كوكب المريخ للعين المجردة نقطة مشعة بالقرب من خسوف كامل للقمر، استمر حوالي الساعة و43 دقيقة "103 دقائق"، الجمعة الماضية. وكان المريخ حينها على بعد 56.7 مليون كيلومتر من الأرض.
وبحسب ناسا، فاهرة الثلاثاء سجلت أقرب مسافة بين كوكبي الأرض والمريخ منذ أغسطس 2003، حين بلغت المسافة بينهما 55.6 مليون كليومتر. ومن المتوقع أن يصل الكوكبان إلى مثل هذا القرب بعد 17 عاما. وأضافت ناسا أن المسافة بين الكوكبين ستكون أقرب مما وصلت إليه، الثلاثاء، وستبلغ 56.9 مليون كيلومتر في 11 سبتمبر 2035.
أسباب الظاهرة
وعن أسباب هذه الظاهرة، قال المهندس "عصام جودة" رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن الكواكب وجميع الأجرام السماوية تكون موجودة طوال العام بشكل دائم في السماء، لكن هناك وقت محدد في العام تختفي وراء الشمس لكنها موجودة باستمرار، ومع دوران الأرض والكواكب حول الشمس، فإن كل كوكب يمر عليه وقت يلتقي مع كوكب الأرض في أقرب نقطة التقاء ويكون الكوكبان في نفس اتجاه الشمس على خط واحد، ويسمى هذا بوضع "التقابل"، في ذلك الوقت يكون هذا الكوكب أكثر لمعانا ووضوحا في السماء، وهذا يتوقف على سرعة الكوكب نفسه.
وأوضح أن تقابل المريخ يحدث كل سنتين وشهرين ويكون في أعلى لمعان ووضوح له، بينما المشترى يحدث كل سنة وشهر.

سر اللمعان الشديد بعد 15 عاما
وعما تداول حول ظهور المريخ بهذا الوضوح بعد خمسة عشر عاما، أوضح أن كوكب الأرض يدور مع غيره من الكواكب سواء كان المريخ أو غيره في مدار بيضاوي، ويختلف بعد المسافة بين الكوكبين أثناء حدوث التقابل في كل مرة، فيمكن أن تكون الأرض في الجزء الأبعد للشمس من مداره، والكوكب الآخر في الجزء الأقرب، والعكس صحيح، فتارة يحدث التقابل عند أقرب نقطة من الشمس وتارة عند أبعد نقطة عنها وتارة يحدث عند نقطة متوسطة.
وأشار إلى أن تميز عام 2018 يرجع لهذا السبب، لأن هذا التقارب لم يحدث منذ خمسة عشر عاما، ولكي يحدث التقارب مرة أخرى سيستغرق نفس المدة، وأعلى ظهور له يكون خلال الأيام الجارية.

وأضاف أن المريخ أثناء التقابل يستمر وجوده طوال الليل في السماء مما يمكن الناس من رؤيته بوضوح في أي وقت ليلا، خاصة أن حركة دوران الأرض تتبعها حركة في النجوم والأجرام السماوية عموما، فمع تلك الحركة تعلو نقطة المريخ في السماء، فيسهل رؤيته داخل المدينة حتى مع الزحام.
و أضاف "جودة" أن روعة تلك الظواهر الخلابة تتضح رؤيتها بشكل أكبر في المناطق الريفية والصحراء على وجه الخصوص، بعيدا عن زحام المدينة وكثرة الإنارة الصناعية التي تفقدنا متعة تأمل السماء ليلا.







تعليقات الفيسبوك