ما بين «فلاح كفر الهنادوة» و«مطرب الأخبار» و«كمبورة بيه».. برع الكاتب الساخر أحمد رجب في تأليف شخصيات كاريكاتيرية كانت تنشر بشكل يومي في جريدتي «الأخبار» و«أخبار اليوم» ويرسمها مصطفى حسين، لتضفي نوعا من الرفاهية على القارئ.
وجمعت الكاريكاتيرات فيما بعد في بعض الكتيبات الصغيرة، ومن ضمنها «الحب هو» وكتب رجب عن الحب فقال «رغم كل ما قيل في الحب، فلا تزال دنياه جميلة ومثيرة، يلفها سحر السر وغموضه، وسوف يستمر الإنسان- من الأزل إلى الأبد – يحاول اكتشاف الحب، الحب هو؟ الحب ماذا؟».
ووصف «رجب» الحب بأنه جميل لأنه «ابن الجمال»، مستعينا بالأساطير اليونانية قائلا «إن كيوبيد هو الابن الوحيد لفينوس من جوبيتر، ولأن الحب جميل فهو يجمل كل ما يتصل به: يحمل وجه المحبوب مهما صدقت فيه نظرية دارون، ويجمل عيوب من نحب، ويزوق سخافاته، وتختلط فيه الأكاذيب بالأحلام، فلا يعرف الإنسان أين أكاذيبه من أحلامه».
وشبه الحب بالمرض الوراثي، فيه أوجه شبه كثيرة من الأمراض التي تصيب الإنسان «ففيه من أمراض القلب سرعة النبض والخفقان، وفيه من أمراض العقل عجز المريض عن التكيف والتقدير السليم للواقع الخارجي، فيه من الملانكوليا أو الاكتئاب أو الأرق وفقدان الشهية، وفيه من السعال أن العاشق لا يستطيع كتمانه، وفيه مرض فقدان الذاكرة أن الإنسان يصحو ذات صباح فلا يذكر ولا يدري كيف ومتى ولماذا تزوج؟».
ويرى الكاتب الساخر أن 99% من المشكلات والمشاجرات الحب سببها الغيرة وأن 99% من «خناقات الزواج» سببها الأموال، مستكملا كتابته: «ذلك أن الحب يرفع دائما شعار بلا مقابل، فالإنسان يحب أحيانا من طرف واحد بلا مقابل، وكل واحد يستطيع أن يلتقي من يحب في أي مكان بلا مقابل: حديقة عامة أو شاطئ بحر أو ضفة نهر، لكنه لا يستطيع أن يتزوجها إلا في مسكن بالإيجار أو تمليك».
وفيما يلي بعض من رسوم الكاريكاتير التي لخص فيها الحب هو بطريقة ساخرة:










منذ كان يبلغ من العمر 6 أعوام تخيل رجب أن المطرب مخلوق متميز عن البشر أجمعين وكان كل حلمه أن يصبح مطربا، قائلا داخل تأليفاته لـ«مطرب الأخبار»، «لم أكن قد رأيت بعد مطربا على الطبيعة أو شاهدت مطربا يغني في حفلة أو مسرح أو حتى فرح، وبالتالي، لم تكن لديّ أي فكرة عن وجود الفرقة الموسيقية المصاحبة للمطرب، كانت العلاقة بيني وبين المطرب- أي مطرب- هي مجرد علاقة بفونوجراف يدور بالمنافيلا!».
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تصور «الطفل رجب» أن المطرب إذا فتح فمه ليتحدث يخرج كلامه مصحوبا بموسيقى وأنغام تتصاعد من بطنه تلقائيا شارحا: «إذا توقف عن الكلام ليستريح خرجت اللازمة الموسيقية من بطنه، تيرتم، تيرتم تم!»، وكان أيضا يعتقد أن المطرب عندما يطلب من والدته أن تطبخ له على سبيل المثال «شوربة عدس»، فسيعبِّر عما يريده بطريقة الغناء بالصورة التقليدية لأسلوب الطرب زمان.
وفيما يلي بعض من رسوم الكاريكاتير من «مطرب الأخبار»:










أما «شخصية كمبورة في البرلمان» الذي أصبح اسمه «حضرة صاحب الحصانة السيد العضو كمبورة بيه» وفقا لوصف «رجب» الذي حكى عن زيارة المستشرق المجري البروفيسور أرنو يوهاس المستشار الثقافي الآن بسفارة المجر الذي جاء له للاستفسار عن تلك اللغة التي يتحدث بها «كمبورة» وأنه لا يستطيع فهمها رغم أنه متخصص في اللهجة العامية المصرية.
ورد «رجب» على سؤال البروفيسور قائلا: «ليست مشكلتك وحدك يا سيدي، فإن المصريين أنفسهم لا يفهمون لغة كمبورة، فهي لغة زمن الانفتاح التي ابتدعت الفاظ الأرنب والنص أرنب والباكو والأستك والتمساحة والخنزيرة، وأصبحت تتكلم فيما بينها بألفاظ وتراكيب غريبة تماما كما يتكلم النشالون علنا بلغتهم الخاصة أمام الضحية دون أن يجري الضحية أن نشالا يبيعه لنشال آخر».
واستكمل تشبيهه بـ«كمبورة» موضحا: «أننا في نظر كمبورة قوم من الكروديات والبلهاء الذي مكنوا له من أن يتحول من مجرم صعلوك إلى مجرم وجيه ذي جاه وسلطان، يتعذر علينا بعد فوات الآوان أن نعاقبه على جرائمه في حقنا، فقد أصبح فوق العقاب أصبح سيدنا ومولانا وصاحب حصانة وذات مصونة لا تمس».
وفيما يلي بعض من رسوم الكاريكاتير «كمبورة في البرلمان»:





أما «فلاح كفر الهنادوة» التي تتمثل في شخصية «هنداوي» الذي أصبح «لسان الشعب المصري»، يستطيع مقابلة المسؤولين، خاصة رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب وأحيانًا رئيس الجمهورية، دون الاحتياج لـ«كارت توصية» أو«واسطة» أو ميعاد سابق، من أجل نقل لهم تأثير ما يدور في المجتمع بعيون المواطن البسيط، وما يعانيه بطريقة ساخرة.



تعليقات الفيسبوك