محمد الصائغ مخترع المظلة المكيفة في أثناء وجوده في الحرم المكي حاملًا إياها
مع بداية موسم الحج كل عام، تكتظ أنحاء مكة المعروفة صيفًا بحرارتها العالية بالحجاج، واعتاد الجميع على مشاهدتهم وهم يتصببون عرقًا، مناجين ربهم أملًا في الغفران، وسط محاولات المملكة العربية السعودية المستمرة بالتخفيف عنهم، ولكن دون فائدة للتغلب على "الحر".
وبحث محمد الصائغ المهندس السعودي، من منطلق شعوره بالمسؤولية تجاه الحجاج، عن وسيلة لتيسير موسم الحج لهم، الأمر الذي دفعه لاختراع مظلة مكيفة، لتعد أحد أهم الاختراعات في المجتمع العربي في الفترة الأخيرة.
"جئت حاملًا بشرى للحجاج لتخفيف عناء موسم الحج".. كلمات بدأ بها الصائغ حديثه لـ"الوطن"، مشيرًا إلى أن المظلة جاءت استكمالًا لتسهيلات المملكة العربية السعودية لحجاج بيت الله الحرام "أسأل الله أن يعطيني أجرها".
تفاصيل يرويها المهندس السعودي ويكشف سبب الفكرة من الأساس، فعند بحثه في مسببات العناء للحجاج، وجد أن درجة الحرارة العالية أكثر ما يعاني منه الحجاج، "والدتي واحدة منهم"، ومن هنا حاول البحث عن وسيلة تخفف من عنائهم، حتى وصل للمظلة "سميتها مظلة مكة".
تتكون المظلة من الهيكل الطبيعي للمظلات العادية بوزن 610 جرامات، ولكن يكمن الاختلاف هنا في الجزأين الميكانيكي والكهربائي فيها، حيث تثبت في أعلاها مروحة صغيرة ذات سرعتين، موصلة بدائرة كهربية عن طريق عصاة المظلة، والتي يوضع في نهايتها زر التحكم في تلك الدائرة الكهربية، كما يوجد في نهاية تلك العصا مكان لوضع زجاجة صغيرة من المياه، تسحب منها المياه لأعلى عند تشغيل تلك المروحة لتتطاير على حامل المظلة مع الهواء على شكل قطرات متناهية الصغر تشعره بالانتعاش، حسب قول "الصائغ".
8 ساعات متواصلة، تلك هي المدة التي تستطيع "مظلة مكة" أن تعمل خلالها في ظروف الجو الحار، عن طريق البطاريات "استمتعوا بمناسك حجكم.. واتركوا الباقي على مظلة مكة".
وفي محاولة منه لأن تصبح المظلة متوفرة لدى جميع الفئات، أجرى "الصائغ" استطلاعات رأي حول السعر المناسب لها، ليستقر في النهاية على 150 ريالا سعوديا للمظلة الواحدة.
وبمنتهى إنكار الذات يقول المخترع السعودي: "أنا لم أفعل شيئًا، الظروف هي من وهبتني فكرة الاختراع، والله -سبحانه وتعالي- هو من وفقني لها ليسهل على حجاج بيته الحرام".
"اختراعي للعالم كله وليس للحجاج فقط"، قاله المهندس السعودي، مشيرًا إلى أن المظلة يمكن استخدامها في كل بقاع الأرض الحارة، ولا تقتصر على استخدامها في موسم الحج في السعودية فقط.
ويحلم "الصائغ" بتطوير تلك المظلة في الفترة المقبلة "أسعى لمفاجأة من العيار الثقيل بتطوير المظلات لإنتاج نوعين مختلفين منها، الأول يعمل عن طريق إعادة الشحن الكهربائي، والثاني عن طريق استقبال أشعة الشمس"، ويكمل آسفا: "سعر تلك المظلات بالتأكيد سيكون أغلى، وهو ما يؤخر ميعاد طرحها في الأسواق، لأنننا لا نريد أن نجعلها قاصرة على فئة الأغنياء".
تعليقات الفيسبوك