لا تجد عبئاً فى السفر يومياً من مسقط رأسها الشرقية إلى القاهرة، لبيع الفطير المشلتت الذى سهرت عليه طوال الليل ليكون جاهزاً فى الصباح، تعمل "فرحة أحمد"، ذات الـ52 عاماً، فى بيع الفطير المشلتت لسكان العاصمة المتشوقين دائماً إلى أكل الفطير الفلاحى، تنفق من عملها اليومى الشاق على أسرتها المكونة من 9 أفراد، حيث تساعد زوجها فى مصاريف البيت: "بتعب وأشتغل عشان عيالى يتعلموا ويبقوا أحسن ناس".
زوج "الفرحة" التى لم يكن لها نصيب من اسمها، يعمل أيضاً فى بيع الفطير المشلتت لكنه يقف فى مكان آخر: "بعمل كل يوم كمية كبيرة بقسمها بينى وبينه، أنا اقف فى مكان وهو فى مكان تانى وفى اخر اليوم نتقابل ونروح سوا زى ما جينا سوا".
كحال كل المنتجين والمصنعين الصغار، تعانى "فرحة" من ارتفاع أسعار الدقيق والسمن ما أثر على الكمية التى تصنعها يومياً: "الحاجة غالية ولو كلفت نفسى وعملت كتير محدش هيشترى وأخاف ارجع بالفطير تانى".
الفطيرة الواحدة تكلف "فرحة" 8 جنيهات وتبيعها مقابل 10 جنيهات: "مكسبى 2 جنيه بس فى الواحدة، مش جاى من المشوار ولا التعب فى عمايله طول الليل، بس أعمل ايه لو قلت لزبون الفطيرة بـ12 جنيه هيستغلاها ومش هيشترى".
تعود "فرحة" بمكسب يومى يقارب الخمسين جنيهاً، تجعلها تشعر بسعادة: "صحيح مكسبى مش كبير، بس الرضا أهم واللى بيرضا بقليله ربنا بيكرمه".
تعليقات الفيسبوك